أَلا يا عَبلَ ضَيَّعتِ العُهود
وَأَمسى حَبلُكِ الماضي صُدودا
وَما زالَ الشَبابُ وَلا اِكتَهَلن
وَلا أَبلى الزَمانُ لَنا جَديدا
وَما زالَت صَوارِمُنا حِداد
تَقُدُّ بِها أَنامِلُنا الحَديدا
سَلي عَنّا الفَزارِيِّينَ لَمّ
شَفَينا مِن فَوارِسِها الكُبودا
وَخَلَّينا نِسائَهُمُ حَيارى
قُبَيلَ الصُبحِ يَلطِمنَ الخُدودا
مَلَأنا سائِرَ الأَقطارِ خَوف
فَأَضحى العالَمونَ لَنا عَبيدا
وَجاوَزنا الثُرَيّا في عُلاه
وَلَم نَترُك لِقاصِدِنا وُفودا
إِذا بَلَغَ الفِطامَ لَنا صَبِيٌّ
تَخِرُّ لَهُ أَعادينا سُجودا
فَمَن يَقصِد بِداهِيَةٍ إِلَين
يَرى مِنّا جَبابِرَةً أُسودا
وَيَومَ البَذلِ نُعطي ما مَلَكن
وَنَملا الأَرضَ إِحساناً وَجودا
وَنُنعِلُ خَيلَنا في كُلِّ حَربٍ
عِظاماً دامِياتٍ أَو جُلودا
فَهَل مَن يُبلِغُ النُعمانَ عَنّ
مَقالاً سَوفَ يَبلُغُهُ رَشيدا
إِذا عادَت بَنو الأَعجامِ تَهوي
وَقَد وَلَّت وَنَكَّسَتِ البُنودا