قد أحرز السبق مولانا الحريزي

التفعيلة : البحر البسيط

قد أحرز السبق مولانا الحريزي

وهو الحري بفضل لا الحريريّ

واحسن السبك في لفظ يطابقه

عليه في طبقات الحمد سبكي

وحل مشكل علم حل ذروته

بمنطق اصله الدري دري

له بصيرة كاف في بديهته

تعطيك ما قال بصري وكوفي

وكل معني غريب في الطروس له

مغنى على كل ما يغنيك مبني

والعلم والحلم في حكم وفي حكطم

فما ابن قيس وما المولى الجناني

والأصمعي إذا ما قيس منه به

فهو الأصم وفي تركيبه عي

اثنى علي بما يثني العزائم عن

ادراكه وهو في مسراه علوي

شعر علا هامة الشعري وأشعرنا

بما طواه عن الأوهام طائي

اذكي واعطر من نشر الصبا سحراً

كأنما شعره السحري شحري

حلا مذاقاً فلم يصفو الصفي لنا

من بعد ورداً ولم يحل النباتي

برقة قد غدا في حوز قبضتها

الرقي طوعاً وبالطبع الحويزي

يستوقف السمع إنساً من عذوبته

ان مر في سمعه والسمع وحشي

كأنما كل بيت من قصائده

مثوى على وسمع الخلق شيعي

قرظته بقريضي وهة يقرضني

قوافياً لم ينلها قبل كندي

كما تبرع ذو نعمى بمأكلة

وحثه لقمةً منها الطفيلي

ولست أبلغ جزء من بلاغته

إن القطاة ليعبيها القطامي

وان أتيت بمعنى من بدائعه

فإن ذاك حديث عنه مروي

وان توهمني أني اشابهه

نظماً ونثراً فليس الأمر مخفي

قد يشبه الماء آل في تشكله

وليس فيه لظمآن الحشاري

يا من يعري ويكسي من ملابسه

إذا رآك بثوبيك المعري

وكان اول من قد قال ليس يفي

بفص خاتمه هذا الفصيصي

ومن فضائله ترضي الرضي وللرازي

الأمام كلام فيه مرضي

كفاك قرب الجناب الأحمدي

علا فأنه الدهر محمود ومرعي

والمرء من شرف الأقران مكتسب

لولا التهامي لم يعلوك تيمي

وهاك يا ناظم المجدين في نسق

ذا دنيوي وهذا منك ديني

منظومة بنت فكر ان اضاء له

صبح المنى غاله بأس دجوجي

من ذي فؤاد به المشوق مفتئد

ومقلة دمعها النوحي نوحي

لا يستقر له جفن على سنة

كأنه فلكي الطرف فلكي

اشكو هوان هوي ظبي عذرت به

كأناصل غرامي فيه عذري

إحدى مصائب أيامي لواحظه

كأنما هي سيفي وهو سيفي

وكيف أحصر بعضاً من حوادثها

وكل ما تحدث الأيام كلي

صبراً وان عفت من صبري مذاقته

فما حمى عن صروف الدهر محمي

ثوي الحجازي مظلوماً بأسرته

ولم يدم بعد مثواه العراقي

والدهر سيان منا في تصرفه الندب

القريشي والنذل الزيادي

ومن سخافة عقل المرء تغضبه

فيه المنايا وترضيه الأماني

عساك تمزج متنيها القبول فأن

قبلتها فبها التركيب مزجي

وقلما يرتضيها العقل شاردة

ولو حباني بها فيك العقيلي

فأنت من اخمصاه في الثرى وله

فوق الثريا لواء الحمد ملوي

قد اعتصمت بمصرٍ واؤتمنت بها

فكل من في رشيد منك مهدي

وليس تخلف ارضا جزت مجدبةً

بها سمي نبي اللَه وسمي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أنا مضنى نوى الأحبة نضو

المنشور التالي

كل من جد ساعيا في معاليه

اقرأ أيضاً

الخمر ما أكرم أكفاءها

الخَمرَ ما أَكرَمَ أَكفاءَها فَأَبعِدِ الهَمَّ بإِدنائِها وَهاتِها فالدِّيكُ مُستَيقظٌ وَالشُّهْبُ قد هَمَّت بإِغفائِها وَاللَيلُ إِن وارَتكَ ظَلماؤُهُ…

صرمت أمامة حبلها ورعوم

صَرَمَت أُمامَةُ حَبلَها وَرَعومُ وَبَدا المُجَمجَمُ مِنهُما المَكتومُ لِلبَينِ مِنّا وَاِختِيارِ سَوائِنا وَلَقَد عَلِمتِ لَغَيرَ ذاكِ أَرومُ وَإِذا…