يقول لي الطبيب بغير علمٍ
تداوَ فأنت يا هذا عليلُ
ودائي ليس يدريه سِوائي
وربٌّ قادرٌ ملِكٌ جليلُ
أأكتُمُهُ ويكشِفُهُ شهيقٌ
يلازمني وإطراقٌ طويلُ
ووجهٌ شاهداتُ الحُزنِ فيه
وجسمٌ كالخيالِ ضَنٍ نَحيلُ
وأثبتُ ما يكونُ الأمرُ يوما
بلا شكٍّ إذا صَحَّ الدليلُ
فقلت له أَبِنْ عنَّي قليلاً
فلا والله تعرفُ ما تقولُ
فقالَ أرى نُحُولاً زاد جدَّاً
وعلَّتُك التي تشكو ذُبُولُ
فقلت له الذُّبُولُ تَعِلُّ منهُ
الجوارحُ وهي حُمَّى تستحيلُ
وما أشكو لعمرُ الله حمَّى
وإنَّ الحَرَّ في جسمي قليلُ
فقال أرى التفاتاً وارتقاباً
وأفكاراً وصمتاً لا يزولُ
وأحسبُ أنَّها السوداءُ فانظرْ
لنفسك إنَّها عرضٌ ثقيلُ
فقلت له كلامُك ذا محالٌ
فما للدَّمع من عيني يسيلُ
فأطرقَ باهتاً ممَّا رآهُ
ألا في مثل ذا بهت النبيلُ
فقلت لهُ دوائي منهُ دائي
ألا في مثل ذا ضلَّت عقولُ
وشاهدُ ما أقولُ يُرى عياناً
فروعُ النَّبت إن عكستْ أصولُ
وترياقُ الأفاعي ليس شيءٌ
سِواهُ ببرءِ ما لدغتْ كفيلُ
اقرأ أيضاً
أطرف بقدرك لولا أنها عبرت
أطرف بقدركَ لولا أنها عبرت ولا يلاحظها نارٌ ولا دسمُ تاهت على قدرها إذ إذنُها سلمَت وما تعاورَها…
ألا هبي بصحنك فاصبحين
أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحين وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيه إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا تَجورُ…
وأهيف أبقى من طلابي كله
وأهيف أبقى من طِلابيَ كلَّهُ وإن كان قد أجْدى عليّ فما أبقى تثنّى فلا تنسَ الغصونَ ولينَها ورجّعَ…
يا حسنه منصبا راقت معانيه
يا حُسْنَهُ مَنْصِباً راقَتْ مَعانِيهِ محمّدُ بنُ أبي الحجّاجِ بانِيهِ مُجَدِّدُ المُلْكِ سيْفُ الحقِّ ناصِرُهُ وحافِظُ الدّينِ قاصِيهِ…
أبا القاسم اسلم في وفود من القسم
أَبا القاسِمِ اِسلَم في وُفودٍ مِنَ القَسمِ وَلا زالَ مَن حارَبتَهُ دامِيَ الكَلمِ رَأَيتُكَ تَرعى الجودَ مِن كُلِّ…
دمية حسناء تغري النظرا
دُميَةٌ حَسناءُ تُغري النَظَرا أَم مَلاكٌ طاهِرٌ فَوقَ الثَرى طِفلَةٌ ساذَجَةٌ أَطهَرُ مِن زَهرَةِ الرَوض وَأَنقى جَوهَرا شَرُفَت…
عضت سيوف تميمٍ حين أغضبها
عَضَّت سُيوفُ تَميمٍ حينَ أَغضَبَها رَأسَ اِبنِ عَجلى فَأَضحى رَأسُهُ شَذَبا كانَت سُلَيمٌ بِهِ رَأساً فَقَد عَثَرَت بِها…
أسفت لفقد الأصمعي لقد مضى
أَسِفتُ لِفَقدِ الأَصمَعِيِّ لَقَد مَضى حَميداً لَهُ في كُلِّ صالِحَةٍ سَهمُ تَقَضَّت بَشاشاتُ المَجالِسِ بَعدَهُ وَوَدَّعَنا إِذ وَدَّعَ…