تذكرت رشدى في صباحة وجهه
وفي صوته الحنان كالنحل في الوردِ
مليحٌ لطيف الروح كالخمر رقة
وأنضر من طفل يدثّر في المهد
أساريرُ من نور شفوفٍ وطلعة
أرقّ من النجوى وأحلى من الشهد
لقد خلت الدنيا خلت من وداده
فأضحيت مقهوراً وخلّفني وحدى
أفي كل يوم جمرة من صبابة
تشبُّ بها الأحزان وقداً إلى وقد
أكل مليح أنت في كل روضة
معطرة الأعشاب معسولة الورد
لقد عجزت عنى النوائب كلها
فلم ترمني يوما بأودية السهد
ولكنها والبغيُ بعض صنيعها
أصابت فؤادي عند موتك يا رشدي