هبوا فقد رحل الدجى ظلمه

التفعيلة : البحر المنسرح

هُبّوا فقد رَحّلَ الدّجى ظُلَمَهْ

وأقبلَ الصّبحُ رافعاً عَلَمَهْ

كزَاحفٍ أقبلتْ كتائبُهُ

هازِمةً في اتباع مُنْهزِمه

كأنّ في كفّه حسامَ سناً

ما مسّ من حندس به حَسَمَه

كأنّ ليثَ النجوم ريعَ بهِ

فهو من الغرب داخلٌ أجمه

ونفحةُ الزّهر شمُّها عَبِقٌ

وريقةُ الماء بالصَّبا شَبِمَه

ومَعْبَدُ الطير وهو بلبُلها

مُرَجِّعٌ في غصينه نَغَمَه

كأنّما الليلُ أدهمٌ رَفَعَتْ

عن غُرّةِ الصّبْح راحةٌ غُمَمَه

كأنّما الشمسُ جمرةٌ جَعَلَتْ

تحرقُ من كلّ ظلمة حممَه

خُذوا من الكَرْمِ شَرْبةً وَصَفَتْ

للشَّربِ ريّا نَسِيمُها كَتَمَه

كأنّما الدّهرُ في تصرفهِ

أودَعَ في الطولِ عمرها قِدَمَه

تريكَ ياقوتةً مُنَعَّمَةً

عن لؤلؤٍ في الزّجاجِ مُبْتسِمه

كأنّما للمُنى بها شَفَةٌ

فَهْيَ بكلّ الشفاهِ مُلْتَثَمه

فالعيشُ في شربها مُعَتَّقةٌ

بسكرها في العقول محتكمه

على غناءٍ بعودِ غانيَةٍ

يُجْري عليها بنانُها عَنَمه

لسانُ مضرابِها ترَى يَدَها

له فماً ليتني لثمتُ فَمَه

وشادِنٍ في جفونه سَقَمٌ

كأنّني عنه حاملٌ ألمَه

ودّعنا في سلامِهِ عَجِلاً

ففرّقَ الشملَ عندما نَظَمه

كانت وقوفاً بنا زيارتُهُ

كوَاضِعٍ فوق جمرَةٍ قَدمَه

كأنّ ليلَ الوصالِ من قِصَرٍ

في فَلَقِ الصبحِ أدْغمَ العَتَمَهْ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

دم الكرم في الكاس أم عندم

المنشور التالي

وكأس نشوان فيها الشمس بازغة

اقرأ أيضاً