ذو الرمة
180 منشور
المؤلف من : الحقبة الأموية
تاريخ الولادة: 696 م
تاريخ الوفاة: 735 م
غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر، أبو الحارث، ذو الرمة. شاعر، من فحول الطبقة الثانية في عصره. قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة. وكان شديد القصر، دميماً، يضرب لونه إلى السواد. أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين. وكان مقيماً بالبادية، يحضر إلى اليمامة والبصرة كثيراً. وامتاز بإجادة التشبيه. قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته: ما بال عينك منها الماء ينسكب لكان أشعر الناس. وقال الأصمعي: لو أدركت ذا الرمة لأشرت عليه أن يدع كثيراً من شعره، فكان ذلك خيراً له. وعشق مية المنقرية واشتهر بها. له ديوان شعر
في مجلد ضخم. توفي بأصبهان، وقيل: بالبادية.
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة
فَإِن تَنجُ مِنها تَنجُ مِن ذِي عَظيمَةٍ وَإِلاّ فَإِنّي لا إِخالُكَ ناجِيا
ألا هل إلى مي سبيل وساعة
أَلا هَل إِلى مَيٍّ سَبِيلٌ وَساعَةٌ تُكَلِّمُني فيها شِفاءٌ لِما بِيا
وحلت سواد القلب لا أنا باغيا
وَحلَّت سَوَادَ القَلبِ لا أَنا باغِياً سِواها وَلا في حُبِّها مُتَراخِيا
ألا حبذا أهل الملا غير أنه
أَلا حَبَّذا أَهلُ المَلا غَيرَ أَنَّهُ إِذا ذُكِرَت مَيٌّ فَلا حَبَّذا هِيا عَلى وَجهِ مَيٍّ مَسحَةٌ مِن مَلاحَةٍ…
وذا الشنء فاشنأه وذا الود فاجزه
وَذا الشَنءِ فَاِشنَأهُ وَذا الوُدِّ فَاِجزِهِ عَلى وُدِّهِ وَاِزدَدِ عَلَيهِ الغَلانِيا
ألا أبلغ الفتيان عني رسالة
أَلا أَبلِغِ الفِتيانَ عَنّي رِسالَةً أَهينوا المَطايا هُنَّ أَهلُ هَوانِ فَقَد تَرَكَتني صَيدَحٌ بِمَضَلَّةٍ لِسانِيَ مُلتاثٌ مِنَ الطَلَوانِ
جزى الله البراقع من ثياب
جَزى اللَهُ البَراقِعَ مِن ثِيابٍ عَنِ الفِتيانِ شَرّاً ما بَقينا يُوارينَ المِلاحَ فَلا نَراها وَيُخفينَ القِباحَ فَيَزدَهينا
تخوف السير منها تامكا قردا
تَخَوَّفَ السَيرَ مِنها تامِكاً قَرِداً كَما تَخَوَّفَ ظَهرَ النَبعَةِ السَفَنُ
لا سافر الني مدخول ولا هبج
لا سافِرُ النِيِّ مَدخولٌ وَلا هَبِجٌ عاري العِظامِ عَلَيهِ الوَدعُ مَنظومُ
وراد أسمال المياه السدم
وُرّادُ أَسمالِ المِياهِ السُدمِ في أُخرَياتِ الغَبَشِ المِغَمِّ
كأن الرياح الذاريات عشية
كَأَنَّ الرِياحَ الذارِياتِ عَشِيَّةً بِأَطلالِها يَنسُجنَ رَيطاً مُرَسَّما
وخيفاء ألقى الليث فيها ذراعه
وَخَيفاءَ أَلقى اللَيثُ فيها ذِراعَهُ فَسَرَّت وَساءَت كُلَّ ماشٍ وَمُصرِمِ تَمَشّى بِها الدَرماءُ تَسحَبُ قُصبَها كَأَن بَطنُ حُبلى…
قد أقطع الخرق بالخرقاء لاهية
قَد أَقطَعُ الخَرقَ بِالخَرقاءِ لاهِيَةً كَأَنَّما آلُها في الآلِ إِزميمُ
واضطرهم من أيمن وأشأم
وَاِضطَرَّهُم مِن أَيمَنٍ وَأَشأَمِ صِرَّةُ صَعصاعِ عِتاقٍ قُتَّمِ
تمام الحج أن تقف المطايا
تَمامُ الحَجِّ أَن تَقِفُ المَطايا عَلى خَرقاءَ واضِعَةِ اللِثامِ
ألا لا تبالي العيس من شد كورها
أَلا لا تُبالي العيسُ مِن شَدِّ كورِها عَلَيها وَلا مِن زاعَها بِالخَزائِمِ
بها مكنفة أكنافها قسب
بِها مُكَنَّفَةٌ أَكنافُها قَسَبٌ فَكَّت خَواتيمَها عَنها الأَبازيمُ
بئس المناخ رفيع عند أخبية
بِئسَ المُناخُ رَفيعٌ عِندَ أَخبِيَةٍ مِثلِ الكُلى عِندَ أَطرافِ البَراعيمِ
خليلي عوجا بارك الله فيكما
خَليلَيَّ عوجا بارَكَ اللَهُ فيكُما عَلى دارِ مَيٍّ أَو أَلِمّا فَسَلِّما كَما أَنتُما لَو عُجتُما بي لِحاجَةٍ لَكانَ…