ما سلام الغياب هذا السلام

التفعيلة : البحر الخفيف

ما سَلامُ الغُيّابِ هَذا السَلامُ

بَل عِناقٌ مُواصَلٌ وَالتزامُ

وَاصطكاكُ الشِفاهِ باللَثمِ حَتّى

يَشفي الصبَّ من صَداهُ التِثامُ

أَتَظُنُّ الكَلامَ يُبري كِلاماً

ما بِكلمِ الحَبيبِ تَبرا الكلامُ

إِن تَكُن عِفتَ قُبلَةً وَعِناقا

فَلَقد عِفتَ ما يُبيحُ الكِرامُ

أَيُّهذا الَّذي نَوى الحَجَّ مَهلا

أَنتَ مَحجوجُ مَن بَراهُ السَقامُ

قَد غَدا مُحرِماً مُلَبّي حُسنٍ

مِنكَ لَمّا دَعاه زادَ الهِيامُ

شاحِبُ اللَونِ غائِرُ العَينِ ممّا

شَفَّهُ الحبُّ والهٌ مُستَهامُ

معملُ الفِكرِ في مَهامِهِ شَوقٍ

بِمطِيٍّ يَحُثُّهُنَّ الغَرامُ

سائِرٌ نَحوَ مَكَّة الحُسن مِنكُم

فَأَتاها وَقَد بَدَت أَعلامُ

كَعبة الحُسنِ مِن مُحيّاكَ تُجلى

فَبِها دائِماً يَطُوفُ الأَنامُ

كُلُّ أَركانِها يَمانِيُّ يُمنٍ

فَبِكُلٍّ مِنها يَكونُ اِستلامُ

قَد صَفا وَقتُهُم بِسَعيِ نُفُوسٍ

لِحِماكُم وَعَرَّفوا وَاِستَقاموا

وَمُناهم أَن قَد رَمَوا جمراتٍ

بِمناكُم يَشُبُّهُنَّ ضِرامُ

لا تَخَف مِن صَدىً يغرّ وَمن قو

تِ مَكانٍ يَلَذُّ فيهِ المُقامُ

فَعُيونٌ كَزَمزمٍ إِن وَرَدتُم

وَقُلوبٌ لَكُم بِهِنَّ مُقامُ

وَأَفاضُوا لَمّا أَفاضُوا إلَيكُم

أَدمُعاً كُلُّها رِهامٌ سِجامُ

عَمَروا أَنفُساً بِوُدٍّ صَحيحٍ

مِن هَواهُم فَما عَلَيهم ملامُ

وَطَوافُ الوَداعِ قاضٍ عَلَيهم

فَعَلى الوَصلِ وَالحَياةِ السَلامُ

أَتراهُم يَوماً يَزُورون مَيتاً

قَصَدوا هَجرَهُ فَزادَ الحِمامُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قصرت ذاتي على ذاتي وقلت لها

المنشور التالي

لقد عجبوا من لؤلؤ متناثر

اقرأ أيضاً