ونبئت من أهواه قيد أدهما

التفعيلة : البحر الطويل

وَنُبِّئتُ مَن أَهواهُ قَيَّد أَدهَماً

صَمَودا وَلَكن إِن مَشى هُوَ ناطِقُ

أَيا عَجَباً هَذا الحَديدُ يُحِبُّهُ

عَلى قُسوَةٍ فيهِ فَكَيفَ الخَلائِقُ

أَمِن حارةِ البَرقيَّةِ التاجَ بارِقٌ

وَناجاكَ طَيفٌ في الدُجُنَّةِ طارِقُ

تَشوقُكَ رُؤياها فَهَل أَنتَ ناظِرٌ

وَيَعبِقُ رَيّاها فَهَل أَنتَ ناشِقُ

مَطالِعُ أَقمارٍ وَغابُ ضراغِمٍ

تُشَدُّ عَلى الحرصانِ مِنها المَناطِقُ

وَمَسرَحُ غِزلانٍ وَمَسرى أَهِلَّةٍ

لَهُنَّ مَراعٍ في الحَشا وَمَشارِقُ

تَجُرّ قُدودُ العِينِ فيها ذَوابِلاً

وَتَجري خُيولٌ للتَصابي سَوابِقُ

تَمَلَّكني بِالحارةِ الأَحورُ الَّذي

غَدا ساكِناً بِالقَلبِ وَالقَلبُ خافِقُ

غَزالٌ رَخيمُ الدَلِّ أَحوَرُ أَهيفٌ

غَريبُ جَمالٍ فائِقُ الحُسنِ رائِقُ

كَأَنَّ مِن البِلَّورِ قَد صيغَ جِيدُهُ

وَقَد صُبِغت مِن وَجنَتَيهِ الشَقائِقُ

وَمِن لَدنِ عِطفَيهِ وَسَهمِ لِحاظِهِ

يَهِف إِلى قَتلي رَشيقٌ وَراشِقُ

وَمِن دَمِ قَلبي في تورُّدِ خَدِّهِ

وَلاعجِ أَشواقي شَهيدٌ وَسائِقُ

مَليحٌ مَصونُ الحسنِ عَما يَشينُهُ

وَقَد زانَ حُسنَ الخَلقِ مِنهُ الخَلائِقُ

وَلي زَمَنٌ أَهواهُ وَالقَلبُ كاتِمٌ

فَهَل هُوَ يَدري أَنَّني فيهِ عاشِقُ

وَلا وَصلَ مِنهُ غَير خِلسَةِ ناظِرٍ

أُسارِقُهُ إِن لاحَ فيمَن يُسارِقُ

لِساني كَتومٌ لِلهَوى وَجَوارِحي

بِحُبِّ الَّذي قَد حَلَّ فيها نَواطِقُ

وَلَم أنسَهُ إِذ قالَ يَوماً مُجاوِباً

لِمَن قالَ هَذا الحسنُ مَولاي فائِقُ

لأَحسنُ شَيءٍ فيّ عَيناي إِنَّها

سهامٌ روامٍ للقُلوبِ رَوامِقُ

أَيا مَلِكَ الأَتراكِ إِن قُلوبَنا

إِلَيكَ صَوادٍ في هَواكَ صَوادِقُ

فَمُنَّ عَلَيها وَانقَعَنَّ غَليلَها

بِوَصلٍ فَإِنَّ الوَصلَ للهَجرِ ماحِقُ

تَلافَ تَلافَ العاشِقين فَإِنَّهُم

لَهُم أَنفسٌ ذابَت وَدَمعٌ يُسابِقُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وأسمر قابله أسمر

المنشور التالي

ما أحسن ما يقرا حبيبي شعري

اقرأ أيضاً