فعلت هذه الجفون الضواري

التفعيلة : البحر الخفيف

فَعلَتْ هذِه الجفونُ الضَّواري

بقلوبِ الرجالِ فِعْلَ القَماري

ظلَمتْ أُمُّ ذا الغزالِ وجارتْ

حين جاءتْ به على الأقمار

يا حياتي وأنتَ ضِدُّ حياتي

وقَراري وأنت غَيثُ قَراري

يا سَخيّاً بكلِّ ما لا يُريدُ الصْ

صَبُّ من جَفوةٍ ومن نَأْي دار

إن دَهراً نأَى بشَخْصِك عنّا

لَمُسِرٌّ عداوةَ الأغمار

بكَ عَيْشي إذا أردْتَ ومَوتي

قد جعَلْناك فيهما بالخِيار

ليس لي من دُنُوِّ دارِك إلاّ

ما لقلبي من خُطّةِ الاِخْتيار

بدَنٌ تحت قَبضةِ السُّقمِ مُلقىً

وفؤادٌ في مِخْلَبِ الاِفتكار

إنّ بينَ الإزارِ خَصْراً حكاني

فكأنّ الزُّنّارَ في الزُّنّار

صنَمٌ غيرَ أنّه يَفْتِنُ الكُلْ

لَ من المسلمينَ والكُفّار

رَبِّ خُذْ من طَرفْهِ السَّحّارِ

وامتَحِنْهُ بحُرقةِ الاِنتظار

وبوَجْدٍ كوَجْدِ حُسّادِ مَوْلا

يَ أبي نَصْرٍ الكريمِ النِّجار

الخليعِ العِذارِ جوداً وبأساً

لا كما قد عَهِدْتَ خَلْعَ العِذار

وأخو السَّبقِ في مدىً لا يُرى في

ه لغيرِ الرّجالِ من مِضْمار

مُزِجَتْ خَمرةُ الشّبيبةِ منه

بمِزاجَيْ سكينةٍ ووَقار

غيرَ ما رائحٍ بنَشوةِ إعْجا

بٍ ولا مُغْتدٍ بسُكْرِ يَسار

وسجايا لو مسّتِ الماءَ باعوا

منه وَزْنَ القِطْميرِ بالدِّينار

حيث فرْعُ السّناء غيرُ قَصيرٍ

ورداءُ البهاء غيرُ مُعار

وكأنّ الحديثَ عنه عطايا

هُ فما إن تُزادُ في إسفار

ففِداءٌ لأحمدَ النّاسُ إلاّ

أهلَه من حوادثِ الأقدار


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ذهب التكرم والوفاء من الورى

المنشور التالي

بالكتب طرا كتاب خطه ملك

اقرأ أيضاً

اغتيال

يغتالني النُقَّاد أَحياناً: يريدون القصيدة ذاتَها والاستعارة ذاتها… فإذا مَشَيتُ على طريقٍ جانبيّ شارداً قالوا: لقد خان الطريقَ…