أبرق بدا أم لمع أبيض قاصل

التفعيلة : البحر الطويل

أَبَرْقٌ بَدا أَمْ لَمْعُ أَبْيَضَ قاصِلِ

ورَجْعُ صَدى أَمْ رَجْعُ أَشْقَرَ صَاهِلِ

أَلا إِنَّهَا حَرْبٌ جَنَيْتُ بِلَحظَةٍ

إِلى عُرُبٍ يَوْم الكَثِيبِ عَقَائِلِ

هَوى تَغْلِبِيٌّ غالَبَ القَلْبَ فانْطَوَى

على كَمَدٍ مِن لَوْعةِ القَلْبِ داخِلِ

رِدي تَعْلَمِي بالخَيْلِ مَا قَرَّبَ النَّوى

جِيَادَكِ بالثَّرْثَارِ يا ابْنَةَ وائِلِ

جَزَيْنَا بِيَوْمِ المَرْجِ آخَرَ مِثْلَهُ

وغُصْناً سَقَيْنا نَابَ أَسْمَرَ عاسِلِ

تَرَدَّدَ فيها البَرْقُ حتَّى حَسِبْتُهُ

يُشِيرُ إِلى نَجْمِ الرُّبَى بالأَنامِلِ

رُبىً نَسَجَتْ أَيْدي الغَمامِ لِلِبسِها

غَلائِلَ صُفْراً فَوْقَ بِيضِ غلائِلِ

سَهِرْتُ بها أَرْعَى النُّجُومَ وأَنجما

طَوالعَ للرّاعِينَ غَيْرَ أَوافِلِ

وقد فَغَرَتْ فاها بها كُلُّ زَهْرة

إِلى كُلِّ ضَرْعٍ للغَمَامةِ حافِلِ

وَمَرَّتْ جُيوشُ المزْنِ رَهْواً كأَنَّها

عَسَاكِرُ زَنْجٍ مُذْهَبَاتُ المناصِلِ

وحَلَّقَتِ الخَضْراءُ في غُرِّ شُهْبِها

كَلُجَّةِ بَحْرٍ كُلِّلَتْ باليَعالِلِ

تخالُ بها زُهْرَ الكَوَاكِبِ نَرْجِساً

على شَطِّ وادٍ للمَجَرّةِ سائِلِ

وتلْمَحُ مِن جَوزائِها في غُرُوبِها

تَساقُطَ عَرْشٍ واهِن الدَّعْمِ مائِلِ

وتَحْسَبُ صَقْراً واقِعاً دَبَرانَهَا

بعُشِّ الثُّرَيّا فَوْقَ حُمْرِ الحَوَاصِلِ

وبَدْرَ الدُّجَى فيها غَدِيراً وحَوْلَهُ

نُجُومٌ كطَلْعَاتِ الحَمَامِ النَّواهِلِ

كأَنَّ الدُّجَى هَمّي ودَمْعِي نُجُومُهُ

تَحَدَّرَ إِشْفَاقاً لدَهْرِ الأَراذِلِ

هَوَتْ أَنْجُمُ العَلْيَاءِ إِلا أَقلّهَا

وغِبْنَ بما يَحْظَى به كُلُّ عاقِلِ

وأَصْبَحْتُ في خَلْفٍ إذا ما لَمَحْتَهُم

تَبَيَّنْتَ أَنَّ الجَهْلَ إِحْدَى الفَضَائِلِ

وما طابَ في هَذِي البَرِيَّةِ آخرٌ

إِذا هُو لم يُنْجَدْ بطِيبِ الأَوائِلِ

أَرَى حُمُراً فَوْقَ الصَّواهِلِ جَمّةً

فأَبْكي بعَيْنِي ذُلَّ تِلْكَ الصَّواهِلِ

ورُبَّت كُتَّابٍ إِذا قِيل زَوِّرُوا

بَكَتْ مِنْ تَأَنِّيهِمْ صُدُورُ الرَّسائِلِ

ونَاقِلِ فِقْهٍ لم ير اللَّه قَلْبُهُ

يظُنّ بأَنَّ الدِّين حِفْظُ المسائِلِ

وحامِلِ رُمْحٍ راح فَوْقَ مضَائِهِ

بِه كاعِباً في الحيّ ذات مغَازِلِ

حُبوا بالمُنَى دُونِي وغُودِرْتُ دُونَهُمْ

أَرُودُ الأَمانِي في رِياضِ الأَباطِلِ

وما هِي إِلا هِمَّةٌ أَْشجعِيَّةٌ

ونَفْسٌ أَبتْ لِي مِن طلابِ الرَّذائِلِ

وفَهْمٍ لَوِ البِرْجِيس جِئْتُ بجدِّهِ

إِذاً لَتَلَقَّانِي بنَحْسِ المقَاتِلِ

وكَيْف ارْتِضَائِي دارةَ الجهْلِ منْزِلاً

إِذا كانَت الجوْزاءُ بعْض منَازِلي

وصبْرِي على محْضِ الأَذَى مِن أَسافِلٍ

ومجْدِي حُسامِي والسّيادةُ ذابِلي

ولمّا طَما بحْرُ البيانِ بفِكْرتِي

وأَغْرقَ قَرْنَ الشَّمْسِ بعْضُ جداوِلي

زَفَفْتُ إِلى خَيْرِ الورى كُلَّ حُرّةٍ

مِن المدْحِ لم تَخْمُلْ برعِي الخَمائِلِ

وما رمْتُهَا حتَّى حطَطْتُ رِحالَهَا

على ملك منهم أَغَرَّ حُلاحِلِ

وكِدْتُ لفَضْلِ القَوْلِ أَبْلُغُ ساكِتاً

وإِن ساءَ حُسّادِي مدى كُلِّ قائِلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أفدي أسيماء من نديم

المنشور التالي

ظننا الذي نادى محقا بموته

اقرأ أيضاً