سجوداً فهذا صاحب الركن والحجر

التفعيلة : البحر الطويل

سجوداً فهذا صاحب الركن والحجر

ووارث علم النمل والنحل والحجر

وهمساً لأصوات وغضاً لأعين

تشاهد أسرار الهدى وهي لا تدري

إلا حبذا دست الخلافة كلما

غدا باسماً عن ثغره عاضد الطهر

إمام هدى أربى على كل غاية

كمالاً وما أربى سنيناً على العشر

إذا نحن شرفنا القوافي بذكره

فيا غيرة الشعرى عليه من الشعر

ولو قدرت أفعاله حق قدرها

مدحناه بالقرآن في النظم والنثر

ولكن أقول المدح شكراً لنعمة

تطرق بالإحسان بين يدي شكري

مناقب وضاح الأسرة ولم يزل

على وجهه نور الطلاقة والبشر

الست ترى ما أحسن التاج دائراً

على طلعة أبهى من الشمس والبدر

تمل أمير المؤمنين مواسماً

تزورك من صوم شريف ومن فطر

يواصلها سعد بجدك مقبل

فعام إلى عام وشهر إلى شهر

ركبت إلى كسر الخليج وإنما

ركبت إلى جبر الرعايا من الكسر

ولما رأيت البر بحراً من الظبى

تعجبت من بحر يسير إلى نهر

غدوت بفتح السد في زحف أرعن

يسد هبوب الريح بالأسل السمر

يرد ظلام النقع فجراً كأنما

أسنته مطبوعة من سنا الفجر

كأن على البيداء منه صحيفة

كتابتها سطر يضاف إلى سطر

إذا خفقت أعلامه وبنوده

رأيت عليها غرة العز والنصر

وقد خلع التأييد فوقك حلة

وطرز بالإحسان والعدل والبر

وأشرقت الدنيا بغرتك التي

تبلج منها نور أفعالك الغر

وخيمت في أكناف عالية الذرى

تنيف على برج السماكين والنسر

تخاطبها الجوزاء سراً وخفية

بمكنون ما لله فيك من السر

هي الصرح إلا أن هامان لم يشد

بناه ولا استمطاه فرعون للكفر

وقد خدمت سلطانك الأرض والسما

فأنوارها تسري وأنهارها تجري

تنزهت عن فخر بمصر وملكها

وقد عده فرعون قاصية الفخر

أوارث مجد الحافظ بن محمد

وحافظ حكم الله في محكم الذكر

إذا ما استجاب الله صالح دعوة

فمتعك الرحمن بالناصر الذخر

فقد سترت أيامه عيب دهرنا

فلا كشف الرحمن ذلك من ستر

تقلد هذا الأمر والدهر جامح ال

عنان ووجه العرف قد هم بالنكر

فمازال حتى ذل جامح صعبه

وأذعن طوعاً بالسياسة والقسر

وكم لك يا ذخر الأئمة من يد

فككت بها الإسلام من ربقة الأسر

وكم لك من ناري قراع ومن قرى

فنار لمغتر ونار لمعتز

ومختلف الطعمين عدلاً بنفسه

على قدر السجلين بالحلو والمر

تعلم منك الحزم لما لقيته

من البأس والإحسان بالسهل والوعر

ومكرمة بين المثوبة والعلى

قسمت العلى فيها الحمد والأجر

ومقترف للذنب معترف به

بسطت له ما ضاق من سعة العذر

وذي هفوة سامحته عن بصيرة

ولو شئت كشفت الرماد عن الجمر

وكم قدرة يا آل رزيك منكم

تعبر بالإحسان عن شرف القدر

ولو لم تكونوا آمرين على الورى

لكنتم أحق الناس بالنهي والأمر

فكيف وقد أضحى إمام زمانكم

لكم جامعاً بين الكفالة والصهر

فدمتم له مادام شعري فإنه

سيبقى إلى أن ينقضي عمر الدهر


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

دانت لأمرك طاعة الأقدار

المنشور التالي

عند ظباء الجهلتين ثاره

اقرأ أيضاً

نديمي غير منسوب

نَديمي غَيرُ مَنسوبٍ إِلى شَيءٍ مِنَ الحَيفِ سَقاني مِثلَما شَرِب فِعلَ الضَيفِ بِالضَيفِ فَلَمّا دارَتِ الكَأسُ دَعا بِالنَطعِ…