الراعي النميري
126 منشور
المؤلف من : الحقبة الأموية
تاريخ الوفاة: 708 م
عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري، أبو جندل. شاعر من فحول المحدثين. كان من جلة قومه، ولقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل. وكان بنو نمير أهل بيت وسؤدد. وقيل: كان راعي إبل، من أهل بادية البصرة. عاصر جريراً والفرزدق وكان يفضل الفرزدق، فهجاه جرير هجاءاً مراً. وهو من أصحاب الملحمات وسماه بعض الرواة: حصين بن معاوية وللمعاصر ناصر الجاني الراعي النميري: شعره وأخباره وكتب هلال ناجي البرهان على ما في شعر الراعي من وهم ونقصان نشر في مجلة المورد ج 1 العدد 3و4 ص 237 ومن بديع ما أورده المبرد من شعره: قتلوا ابن عفان الخليفة محرماً ودعا، فلم أر مثله مخذولاً فتفرقت من بعد ذاك عصاهم شققاً وأصبح سيفهم مفلولا.
أكلنا الشوى حتى إذا لم نجد شوى
أَكَلنا الشَوى حَتّى إِذا لَم نَجِد شَوىً أَشَرنا إِلى خَيراتِها بِالأَصابِعِ
يسنها آبل ما إن يجزئها
يَسُنُّها آبِلٌ ما إِن يُجَزِّئُها جَزأً شَديداً وَما إِن تَرتَوي كَرَعا
فما برحت سجواء حتى كأنما
فَما بَرِحَت سَجواءَ حَتّى كَأَنَّما تُغادِرُ بِالزيزاءِ بُرساً مُقَطَّعا
هو الطرف لم تحشش مطي بمثله
هُوَ الطِرفُ لَم تُحشَش مَطِيٌّ بِمِثلِهِ وَلا أَنَسٌ مُستَوبِدُ الدارِ خائِفُ
تعاملني بغير وفاء وعد
تُعامِلُني بِغَيرِ وَفاءِ وَعدٍ وَقَولٍ بِئسَ أَفعالُ الصَديقِ وَتَطلُبُ بِالرِياءِ الفَوزَ جَهلاً لَقَد أَوفَيتَ مِن بَلَدٍ سَحيقِ وَتَحوي…
يجرر سربالا عليه كأنه
يُجَرِّرُ سِربالاً عَلَيهِ كَأَنَّهُ سَبِيُّ هِلالٍ لَم تُخَرَّق شَرانِقُه
إلى الله أشكو أنني كنت نائما
إِلى اللَهِ أَشكو أَنَّني كُنتُ نائِماً فَقامَ سُلولِيٌّ فَبالَ عَلى رِجلي فَقُلتُ لِأَصحابي اِقطَعوها فَإِنَّني كَريمٌ وَإِنّي غَيرُ…
تريك بياض لبتها ووجها
تُريكَ بَياضَ لَبَّتِها وَوَجهاً كَقَرنِ الشَمسِ أَفتَقَ ثُمَّ زالا
إذا ابتدر الناس المكارم بذهم
إِذا اِبتَدَرَ الناسُ المَكارِمَ بَذَّهُم عَراضَةُ أَخلاقِ اِبنِ لَيلى وَطولُها بَسَطتَ لِباغي العُرفَ كَفّاً بَسيطَةً تَنالُ العِدى بَلهَ…
ويبتذل النفس المصونة نفسه
وَيَبتَذِلُ النَفسَ المَصونَةَ نَفسَهُ إِذا ما رَأى حَقّاً عَلَيها اِبتِذالَها
يا ليت أني وسبيعا في الغنم
يا لَيتَ أَنّي وَسُبَيعاً في الغَنَم وَالخَرجُ مِنها فَوقَ كَرّازٍ أَجَم
كأن بلادهن سماء ليل
كَأَنَّ بِلادَهُنَّ سَماءُ لَيلٍ تَكَشَّفُ عَن كَواكِبُها الغُيومُ مَلِلتُ بِها الثَواءَ وَأَرَّقَتني هُمومٌ لا تَنامُ وَلا تُنيمُ أَبيتُ…
يمسي ضجيع خريدة ومضاجعي
يُمسي ضَجيعَ خَريدَةٍ وَمُضاجِعي عَضبٌ رَقيقُ الشَفرَتَينِ حُسامُ وَالحَربُ حِرفَتُنا وَبِئسَت حِرفَةٌ إِلّا لِمَن هُوَ في الوَغى مِقدامُ…
وخلقته حتى إذا تم واستوى
وَخَلَّقتُهُ حَتّى إِذا تَمَّ وَاِستَوى كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتنِ إِمامِ
سالا عن الجود والمعروف أين هما
سالا عَنِ الجودِ وَالمَعروفِ أَينَ هُما فَقُلتُ إِنَّهُما ماتا مَعَ الحَكَمِ ماتا مَعَ الرَجُلِ الموفي بِذِمَّتِهِ يَومَ الحِفاظِ…
فليتك حال البحر دونك كله
فَلَيتَكَ حالَ البَحرُ دونَكَ كُلُّهُ وَمَن بِالمَرادي مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ
وريشي منكم وهواي فيكم
وَريشي مِنكُمُ وَهَوايَ فيكُم وَإِن كانَت زِيارَتُكُم لِماما
وداع بلحن الكلب يدعو ودونه
وَداعٍ بِلَحنِ الكَلبِ يَدعو وَدونَهُ مِنَ اللَيلِ سِجفاً ظُلمَةٍ وَغُيومُها دَعا وَهوَ يَرجو أَن يُنَبِّهَ إِذ دَعا فَتىً…
ضربا فلا تسمع إلا غمغمه
ضَرباً فَلا تَسمَعُ إِلّا غَمغَمَه تَقطَعُ كُلَّ ساعِدٍ وَجُمجُمَه
كريم يغض الطرف فضل حيائه
كَريمٌ يَغُضُّ الطَرفَ فَضلَ حَيائِهِ وَيَدنو وَأَطرافُ الرِماحِ دَوانِ وَكَالسَيفِ إِن لايَنتَهُ لانَ مَسُّهُ وَحَدّاهُ إِن خاشَنتَهُ خَشِنانِ