أمر حياتي يا نضار سقامك

التفعيلة : البحر الطويل

أَمَرَّ حَياتي يا نُضارُ سَقامُكِ

وَكَونُكِ لا يَسري إِليكِ مَنامُكِ

أَقَمتِ شُهوراً لا يَبُلُّ لَك اللُهى

شَرابٌ وَلا يَغذوك يَوماً طَعامُكِ

تَواتَرَت الأَسقامُ نَفخٌ وَسَعلَةٌ

وَقَيءٌ وَإسهالٌ فعزَ مَرامُكِ

وَعَمّا قَليلٍ يَذهبُ البُؤسُ كُلَّهُ

وَيَبدو عَلى إثرِ العُبوسِ ابتسامكِ

فنُصبح في أنسٍ وَخَيرٍ وَصحةٍ

وَحسنِ شَبابٍ طالَ فيهِ دَوامكِ

غَذيت بِدَرِّ الفَضلِ مُذ كُنتِ طفلَةً

وَكان بِتعليمِ القُرآن فِطامكِ

قَرَأتِ كِتابَ اللَهِ وَالسُنَن الَّتي

أَتَت عَن رَسولِ اللَهِ فَهوَ إِمامُكِ

وَدارَستِ علمَ النَحوِ حَتّى لَقَد غَدا

فَصيحاً بَليغاً في البَيانِ كَلامُكِ

وَأتقنتِ خَطّاً بارِعاً يَبهَرُ الحِجا

ففتَّحَ عَن زَهرِ الرِياضِ كِمامُكِ

وَبِالكَعبةِ الغَرّاءِ طُفتِ بِمَكَّةٍ

وَللحجر المسوَدِّ كانَ التثامُكِ

وَجاوَرتِ أَيّاماً بِها وَلَيالياً

وَكانَ كَثيراً بِالمَقامِ مُقامُكِ

وَزُرتِ رَسولَ اللَهِ أَفضلَ من مَشى

عَلى الأَرضِ وَاحتلَّت هُناكَ خِيامُكِ

فَكانَ بِبَيتِ اللَهِ برؤُكِ أَوَّلاً

وَزورة خَيرِ الخَلقِ كانَ اِختِتامُكِ

نُضيرةُ ما إِن في البَنات نَظيرةٌ

لَك اليَومَ فَخراً ما لَهُنَّ اِحتِشامُكِ

فَهمَّةُ بنتٍ في لِباسٍ وَزِينَةٍ

وَأنت بِتَحصيلِ العُلومِ اِهتمامُكِ

فَلو أَنَّ أُنثى لِلسَماءِ قَد اِرتَقَت

لَكانَ بِأَعنانِ السَماءِ مُقامُكِ

إِذا اِنتَظَمَ الرِبّابَ عِقدُ نفاسةٍ

فَفي وَسَطِ العِقدِ النَفيسِ اِنتِظامُكِ

وَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَعيشَ وَالآن قَد

أَتاكِ مِن اللَهِ الكَريمِ حِمامُكِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وعلقته والسيف بيني وبينه

المنشور التالي

أمحتميا بالدين عن لثم مبسم

اقرأ أيضاً