ألحاظ ظي فوق ثغر

التفعيلة : البحر الموشح

ألِحَاظُ ظَي فَوقَ ثَغرٍ لآلِ
أَهِلاَلُ تَمّ فَوقَ جِيدِ غَزَالِ
أَقَضِيبُ بَانٍ في كَثِيبِ رِمال
عَبَثَ النَّسِيمُ بِقَدّهِ المَيَّالِ
فَاختَالَ بَينَ تَرَنُّحِ وَدَلاَلِ
رَشأٌ يهيم ُبحُسن منظرِه الرّشا
يَروِي وَيَرعَى في المَدَامعِ والحشا
قلمُ الجمال بصَحنِ خديه وشا
احكُم على أهلِ الغرَامِ بما تَشا
وَمُرِ المِلاَحَ فَأنتَ فِيهِم وَالِ
كَلِفَ الفؤَاد بحبّ أحوَى أحوَرِ
يَفترّ مِسكاً عن خِتَامِ السُّكَّرِ
في فيهِ يجرِي كوثرٌ في جوهرِ
جَمَدت لَهُ في الخالِ نقطةُ عنبرِ
فَأذَابَ مَاءُ الخَدّ خَاء الخَالِ
من لي به لبِس لَملاَحةَ وارتدى
وَحكَى الغَزَالَةَ مُقلَةً وَتَقَلُّدَا
وَالوُرٌقُ تعشقُ منهُ غصنا أملدا
وَتَمَنَّتِ الأكوَاسُ أَن تَتَزَوّدَا
بِرُضَا بِهِ بَدَلاً مِنَ الجِريَالِ
ظبيٌ مُهَابٌ بينَ مشتبك القَنا
أَلحَاظُهُ فِيهَا المَنَايَا والمُنى
ستَرُوهُ خوفاً منهُمُ أن يفتِنا
وَالله مَا حَطّ النِّقَابَ وَلا رَنَا
إلاّ وَتَيَّمَ كُلّ قَلبٍ سَالِ
آهٍ لِمَا حُمِّلُتهُ مِن حُبِّهِ
مِن لينٍ مِعطَفِهِ وَقَسوَة قَلبِهِ
ألِفَ الصّدود فلا سبيل لقُربِهِ
أمسَى وَأصبَحَ مُولَعَا صَبّا بِهِ
فَانِيَ الحَشَاشَةِ وَهوَ خَالي البَالِ
أسكنتُه صَدرِي فتاه وما ارتضَى
وَقَضَى بهجرِي فارتضَيتُ بما قضى
وَوَهبتُ رُوحي أبتغي منه الرضا
وَبذَلتُ نَوماً جَفنُه ما غُمِّضَا
إِلاّ لِكَي أَحظَى بطَيفِ خَيَالِ
يَا شادِناً في العالِمين تحكَّمَا
أَحلَتَ مِن فك الدّماء محرّمَأ
فَوَّقتَ من ألحاظَِ جفنك أسهما
وَقَتَلَت نفساً في الهَوَى فكَأنَّمَا
سَلَّطَت أَلحَاظاً عَلَى الآجَالِ
لَمَّا تطَلَّعَ في سَنا إشرَاقِهِ
وَالسِّحرُ مَعقُودٌ بعَقدِ نِطاقهِ
وَالجورُ في الأحكام من أخلاَقه
استل سيفَ الفَتكِ مِن أحداقِهِ
فَعَلِمتُ أَنّ اليومَ يومُ قِتَالِ
ما ضَرّ لو رَحم الغرِيق بمزنِهِ
أو لو شفى يَعقوبَهُ مِن حُزنِهِ
جِسمي تَساوَى في السِّقام بجفنه
سُبحانَ مَن فَتَن العِبَادِ بِحسنِهِ
وَقضَى لِجِسمِي مِنهُ بِالإِعلاَلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قد كنت أخشى النظر وأتقي

المنشور التالي

جعل المهيمن حب أحمد شيمة

اقرأ أيضاً