قد كنت أخشى النظر وأتقي

التفعيلة : البحر الموشح

قَد كُنتُ أخشَى النَّظَر وَأتَّقِي
ضعفَ العُيُون صِيَالا
لَكِن حُسنَ الحَوَر تَمَثَّلَت
فِيهِ المَنُون امَالا
لَو بِعتُ فِيهَا دَمِي
بِنَظرَةٍ لَم أندَم
لِغَيرِ تِلكَ الأسهُمِ
هَل إِنّ لِلمُغرَمِ
مِنهَا تَقَضَّى مَغرَمي
أيَا خَيَالاً هَجَر عُدنِي
وَهَبنِي لاَ ابِين خَيَالاَ
إن كَانَ حَ وَتَر
فَلاَ تَخَف مَعَ الأَنِين
يَا حُبَّهُ لِلوِصَال
أتَت عَلى قَلبِي جَحِيم
مَا شَرقَتِي بِالجَمَال
إلاّ عَذَابٌ مِن نَعِيم
وَلا استَحَقَّ الكَمَال
إلاّ أبُو عَمرُ والكرِيم
طَلقُ الجَبِينِ أَغَرّ يُعشِي
عُيُونَ النَّاظِرِين جَلاَلاَ
وَالشَّمسُ تغشى البَصَر
يَسكَبُ هَذَا حَسَد
وَتِلكَ تَبكِي عن كمد
جَرَى نَدىً وَاتَّقَد
مِن حُسنِ مراهُ فَق
أمسَى شُعَاعُ القَمَر يُحسَبُ
فِي ذَاكَ الجَبين ذبَالاَ
كَمَا يَمِينُ المَطَر
صَارَت لَدى تِلكَ الَيمِين شِمَالاَ
لَمَّا استَزَدتُهُ نَفَى
عَنِّى وُجُودُ الزّايِدِ
فِي مِثلِ هَذَا الثَّنَا
يَقُومُ غَدرُ الحَاسِدِ
لأَمرِ مَن أَحسَنَا
مَدحَكَ يَا ابنض خَالدِ
مَا القَولُ إلاّ زَهَر سَقَيتُهُ
الجُودَ الهَتُون فاختَالاَ
أنتَ بَذلتَ الدّرَر فَصَاغَ
مِنهَا المَادِحُون مَقَالاَ
وَجهٌ لِرُوحِ الكَرَم
عَلَيهِ سِيمَا تُعرَفُ
وَتَحتَ ذَاكَ شِيَم
تَكَادُ طِيباً تُرشَفُ
مَن جَاءَ حَتَّى العَدِم
في عَصرِهِ مُستَظرَفُ
دَانِي النَّدَا لاَ الأثر يُطلَبُ
منهُ اللُّجون مُحَالا
كذَا تَنَالُ الأثَر فِي المَجدِ
أبكَارٌ وعُون لآلَى
يَا مَن حَمَدنَا السُّرى
بِصُبحِهِ إذ أَسفَرَا
ذُرَاكَ عَدنٌ جَرَى
نَيلُكَ فِيهِ كَوثَرَا
أحبِب بِهِ أنهُرَا
دَع مَن شَدا مِن الوَرَى
دَعنِي وَهَذَا النَّهر
أجُر فِيهِ لِلمُجُون أَذيَالا
مَعَ المَلاَ والحَضَر أبذُلُ
العِرضَ المَصُون وَالمَالا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قلبي كواه تنفس الصعدا

المنشور التالي

ألحاظ ظي فوق ثغر

اقرأ أيضاً