أيها الغائب

التفعيلة : حديث

من مجيري من هموم تتوالى

وهجير لم أجد فيه الظلالا

من مجيري من أسى يطحن قلبي

يجعل البسمة في ثغري خيالا

روضتي كنت بها أسمع لحن

وأرى الزهرة فيها والغزالا

ما دهاها ؟ لم أعد أسمع إل

آهة الشاكي وأصوات الثكالى !

وأرى فيها عيونا باكيات

نال منها السهر المضني منالا

أيها الغائب، قد خلفت حزنا

وتركت الجرح يزداد اختيالا

كيف تدعوني إلى اليم وتمضي

بعد أن ألقيت في اليم الحبالا ؟!

غاصت الأنجم في الظلمة حتى

لم تعد ترمقني إلا احتيالا

ودنت أحلامنا منا , ولكن

قد كساها الليل أسمالا ثقالا

كان عهدي بليالي قصارا

كيف صارت بعد أن غبت طوالا ؟!

صار مائي كدرا بعد التنائي

ولقد كان على القرب زلالا !

كم طوينا من مسافات طوال

وتجاوزنا سهولا وجبالا

كلما ضجت من السير رحال

هيأ القلب من العزم رحالا

نطأ الشوك ونقتات المآسي

ونرى السير على الشوك نضالا

ويل دنيانا طوتنا في مداها

كلما امتدت بنا زدنا انشغالا

قدر ذقنا به اليوم انفصالا

مثلما ذقنا به الأمس اتصالا

شأن دنيانا , لقاء ووداع

وانتقال فوقها يتلو انتقالا

نطلب العزلة فيها غير أنا

قد ملكنا أنفسا تأبى انعزالا

كلما زدت صدودا وابتعادا

زاد قلبي لك شوقا وامتثالا

لم أجد في البعد والقرب دواء

أصبح النسيان من مثلي محالا

لم تطل أوقاتنا منذ التقينا

غير أنا قد زحمناها وصالا !

وملأناها وفاء , سوف يبقى

في جبين الدهر للناس مثالا

أيها الشاكي من البعد تمهل

ربما تجني من القرب وبالا !

أنخوض اللجة اليوم ونمضي

أم ترى نبقى على الناس عيالا ؟

كيف أحظى بجواب لسؤالي

وأنا ما زلت أجتر السؤالا ؟!

لي من الله معين ويقين

يطرد اليأس ولا يخشى الزوالا

ربما يلفحنا الإثم ,ولكن

نطلب العفو من الله تعالى


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ياشذا المجد أين بغداد عنا ؟!

المنشور التالي

ابتهل

اقرأ أيضاً