تبا للحمك أيها اللحام

التفعيلة : البحر البسيط

تَبّاً لِلَحمِكَ أَيُّها اللَحّامُ

وَلِخُبزِكَ الوَتِحِ الَّذي تَستامُ

باكَرتَ خَلَّتَنا وَرَأسُكَ أَشيَبٌ

وَلَوَيتَ حاجَتَنا وَأَنتَ غُلامُ

في كُلِّ حالَيكَ اِكتَسَبتَ مَذَمَّةً

لا ثَروَةٌ حُمِدَت وَلا إِعدامُ

قَد كانَ واجِبُنا عَلَيكَ مَبَرَّةً

إِن لَم تُيَسَّر تُحفَةٌ فَسَلامُ

ظَلنا بِبابِ الرومِ نَرقُبُ هَل نُرى

نُزُلاً لِنازِلَةِ المُريجِ يُقامُ

هَيهاتَ بَرقُكَ خُلَّبٌ عَن مِثلِ ما

خِلنا وَغَيمُكَ دونَ ذاكَ جَهامُ

أَوَ لَم يُعَلِّمكَ اِبنُ أَيّوبِ النَدى

وَيُعِركَ مِنهُ فَضلَ ما يَعتامُ

بَل كَيفَ تَقدُرُ أَن تُحَوِّلَ شيمَةُ

ثَقُلَت قَواعِدُها فَلَيسَ تُرامُ

ما لِلجَزيرَةِ حيلَةٌ في مَذهَبٍ

قَد أَفنَتِ المَجهودَ فيهِ الشامُ

لا بُدَّ مِن كَلِمٍ يَسيرُ وَرُبَّما

جازى الفَعالَ بِما جَناهُ كَلامُ

إِلّا يَكُن هَجوٌ يَعُرُّ فَإِنَّهُ

سَيَكونُ عَتبٌ مُعنِفٌ وَمَلامُ

وَصِحابُكَ الكُتّابُ لَم يَكُ عِندَهُم

نَقضٌ بِصالِحَةٍ وَلا إِبرامُ

لا قُدِّسَت تِلكَ الدَويُّ وَلا زَكَت

يَومَ التَغابُنِ تِلكُمُ الأَقلامُ

كَعُوَيمِلِ الصَدقاتِ مُزدَهِياً بِها

وَالكَلبُ فيها سارِقٌ ظَلّامُ

وَأَظُنُّها حِلّاً لَهُ مِن فاقَةِ ال

إِملاقِ إِذ هِيَ لِليَتيمِ حَرامُ

نَسِيَ الخُلالَةَ وَالصَفاءَ وَلَم تَطُل

بَيني وَبَينَ الحائِنِ الأَيّامُ

وَتَستُرُ اِبنِ أَبي الرَبيعِ مَوائِلاً

مِنّا كَأَنّا خَلفَهُ عُرّامُ

وَتَخَوُّفُ المَصّاصِ أَن يَغشى لَنا

رِجلاً فَماذا يَرهَبُ الحَجّامُ

ثَكِلَتكُمُ أُمّاتُكُم أَفَلا يَدٌ

تُرعى أَلا وَصلٌ أَلا إِلمامُ

أَينَ التَقَيُّدُ أَن يُخَلَّ بِواجِبٍ

أَو أَن يُضاعَ مِنَ الصَديقِ ذِمامُ

ماذا عَلى إِسحاقَ أَن تَصفو لَنا

مَعَكُم مَوَدَّةُ عِشرَةٍ وَمُدامُ

جَحَدَت نَصيبونَ الإِخاءِ وَأَنكَرَت

مِن حَقِّنا ما يَعرِفُ الأَقوامُ

فُقِدَ الوَفاءُ بِها وَإِنّي خائِفٌ

في أَهلِها أَن يُفقَدَ الإِسلامُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

كل أخلاق علي

المنشور التالي

لعمرك ما أبو فهم لفهم

اقرأ أيضاً

ومشتمل على كرم وحزم

وَمُشْتَمِلٍ على كَرَمٍ وَحَزْمٍ شَباةُ يَراعِهِ ظُبَةُ الحُسامِ زَجَرْتُ إِليهِ أَصْهَبَ داعِرِيَّاً مُرَاحَاً سَوْطُهُ تَعِبَ الخِطامِ فَمَتَّعَ ناظِرِي…