كَم لَيلَةٍ ذاتِ أَجراسٍ وَأَروِقَةٍ
كَاليَمِّ يَقذِفُ أَمواجاً بِأَمواجِ
فَالزَوُّ وَالجَوسَقُ المَيمونُ قابَلَهُ
غَنجُ الصَبيحِ الَّذي يُدعى بِصَنّاجِ
بِسُرَّ مَرّا سَرى هَمّي وَسامَرَني
لَهوٌ نَفى الهَمَّ عَن قَلبي بِإِخراجِ
سامَرتُها بَرَشاً كَالغُصنِ يَجذِبُهُ
حِقفانِ مِن هائِلٍ بِالرَملِ رَجراجِ
كَأَنَّما وَجهُهُ وَالشَعرُ يُلبِسُهُ
بَدرٌ تَنَفَّسَ في ذي ظُلمَةٍ داجِ
وَسنانَ يَفتَرُّ عَن سِمطَينِ مِن بَرَدٍ
صافٍ وَفي الصَدرِ تُفّاحٌ مِنَ العاجِ
يَسعى بِمِثلِ فَتيتِ المِسكِ صافِيَةٍ
كَأَنَّ مُستَنَّها مِن شَخبِ أَوداجِ
ما زِلتُ في حَسَناتِ اللَيلِ في مَهَلٍ
حَتّى أَساءَت عُيونُ الصُبحِ إِزعاجي
أَرَدتُ غِرَّتَهُ وَالسُكرُ يوهِمُهُ
أَن قَد نَجا وَهوَ مِنّي غَيرُ ما ناجِ
فَظَلَّ يَسقي بِماءِ المُزنِ مِن أَسَفٍ
وَرداً وَيَلطِمُ ديباجاً بِديباجِ