ألو الفضل في أوطانهم غرباء

التفعيلة : البحر الطويل

أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ

تَشِذُّ وَتَنأى عَنهُمُ القُرَباءُ

فَما سَبَأوا الراحَ الكُمَيتَ لِلَذَّةٍ

وَلا كانَ مِنهُم لِلخِرادِ سِباءُ

وَحَسبُ الفَتى مِن ذِلَّةِ العَيشِ

أَنَّهُ يَروحُ بِأَدنى القَوتِ وَهوَ حِباءُ

إِذا ما خَبَت نارُ الشَبيبَةِ ساءَني

وَلَو نُصَّ لي بَينَ النُجومِ خِباءُ

أُرابيكَ في الوِدِّ الَّذي قَد بَذَلتَهُ

فَأُضعِفُ إِن أَجدى إِلَيكَ رِباءُ

وَما بَعدَ مَرَ الخَمسَ عَشرَةَ مِن صِباً

وَلا بَعدَ مَرِّ الأَربَعينَ صَباءُ

أَجِدَّكَ لاتَرضى العَباءَةَ مَلبَساً

وَلَو بانَ ما تُسديهِ قيلَ عَباءُ

وَفي هَذِهِ الأَرضِ الرَكودِ مَنابِتٌ

فَمِنها عَلَندى ساطِعٌ وَكِباءُ

تَواصَلَ حَبلُ النَسلِ ما بَينَ آدَمٍ

وَبَيني وَلَم يوصِلَ بِلامِيَ باءُ

تَثاءَبَ عَمروٌ إِذ تَثاءَبَ خالِدٌ

بِعَدوى فَما أَعَدَتنِيَ الثُؤباءُ

وَزَهَّدَني في الخَلقِ مَعرِفَتي بِهِم

وَعِلمي بِأَنَّ العالَمينَ هَباءُ

وَكَيفَ تَلافِيَّ الَّذي فاتَ بَعدَما

تَلَفَّعَ نيرانَ الحَريقِ أَباءُ

إِذا نَزَلَ المِقدارُ لَم يَكُ لِلقَطا

نُهوضٌ وَلا لِلمُخَدِراتِ إِباءُ

وَقَد نُطِحَت بِالجَيشِ رَضوى فَلَم تُبَل

وَلُزَّ بِراياتِ الخَميسِ قُباءُ

عَلى الوُلدِ يَجني والِدٌ وَلَو أَنَّهُم

وُلاةٌ عَلى أَمصارِهِم خُطَباءُ

وَزادَكَ بُعداً مِن بَنيكَ وَزادَهُم

عَلَيكَ حُقوداً أَنَّهُم نُجَباءُ

يَرَونَ أَباً أَلقاهُمُ في مُؤَرَّبٍ

مِنَ العَقدِ ضَلَّت حَلَّهُ الأُرَباءُ

وَما أَدَبَ الأَقوامِ في كُلِّ بَلدَةٍ

إِلى المَينِ إِلّا مَعشَرٌ أُدَباءُ

تَتَبُّعُنا في كُلِّ نَقبٍ وَمَخرَمٍ

مَنايا لَها مِن جِنسِها نُقَباءُ

إِذا خافَت الأُسدُ الخِماصُ مِنَ الظُبى

فَكَيفَ تَعَدّى حوكمَهُنَّ ظِباءُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

تكرم أوصال الفتى بعد موته

المنشور التالي

أبا صالح أين الكرام بأسرهم

اقرأ أيضاً

لقد وجدتم مصعبا مستصعبا

لَقَد وَجَدتُم مُصعَباً مُستَصعَبا حين رَمى الأحزابَ وَالمُحزِّبا وَخَشَبى الأَعجَمِ وَالمُخَشِّبا وَالدَربَ ذا البُنيانِ وَالمُدَرَّبا وَاِبنَ أَبي عُبَيدٍ…