عذول الهوى يبني بغير أساس

التفعيلة : البحر الطويل

عَذولُ الهَوى يَبني بِغَيرِ أَساسِ

وَيُفتي بِلا نَصٍّ وَغَيرِ قِياسِ

يَرِقُّ هَجيرُ اليَومِ إِن رَقَّتِ الصَبا

وَأَنتَ مَعَ الأَيّامِ قَلبُكَ قاسي

مَتى تَنطَفي نارُ الغَليلِ بِرَشفَةٍ

بِحُمرَةِ خَدٍّ أَو بِخَمرَةِ كاسِ

عَلى أَنَّ خَمراً ماؤُهُ مُتَرَقرِقٌ

يُخالِفُ حِكمَيْ رُؤيَةٍ وَقِياسِ

وَلَو شَرَعَ الناسُ المُواساةَ في الهَوى

لَكُنتُ أُواسَى أَو لَكُنتُ أُواسي

وَدونَ اِسمِهِ لي غَيرَةٌ سامِرِيَّةٌ

فَذِكرُ اِسمِهِ مِن عاذِلٍ كَمَساس

وَبَعدَهُمُ الآثارُ تُؤنِسُ وَحشَتي

وَكَيفَ بِأُنسي بَعدَ فَقدِ أُناسي

مَهاً مِن مَهاً بُدِّلتُ إِلّا نِفارَها

وَغُصناً بِأَغصانٍ وَغُصنُكَ عاسِ

لَقَد نَبَذَ الهَمُّ السَوادَ بِخاطِري

كَما حَصَّلَ الهَمُّ البَياضَ بِراسي

وَلَم يُشجِني إِلّا جِنايَةُ عَينِهِ

بِما أودِعَت عَينايَ وَهوَ نُعاسي

وَلَو أَنَّهُ ناسٍ لَكُنتُ مُذَكِّراً

فَلا تَبعَثِ التِذكارَ في المُتَناسي

يَمُرُّ عَلى سَمعي المَلامُ بِطافِحٍ

فَيَدمَغُهُ عَنّي الغَرامُ بِراسِ

خُذوني عَلى التَجريبِ عَبداً فَإِنَّني

أَبيعُكُم بَيعاً بِغَيرِ مِكاسِ

وَقاسَيتُ ما أَنكى عَدُوِّيَ مِنكُمُ

وَأَصعَبُ عِندي مِنهُ ما سَأُقاسي

وَكُنتُ إِذا فورِقتُ لابِسَ جُنَّةِ

مِنَ الصَبرِ فَاليَومَ اِستُلِبتُ لِباسي

وَما جِئتُهُ يَوماً بِنَشطَةِ مَطمَعٍ

فَأَرجَعَني إِلّا بِفَترَةِ ياسِ

وَعَنَّفَني أَن قُلتُ ما ليَ طاقَةٌ

وَقالَ أَما تَقوى بِطاقَةِ آسِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لم يطمع الليل مني أن أرق له

المنشور التالي

رجعت عنه بلا سمع ولا بصر

اقرأ أيضاً