رشّـة ماء

التفعيلة : حديث

الوهمُ ..
هو أنْ تظنّ أنكَ تقرأ هذه القصيدة،
الحقيقةُ ..
إنها أكبرُ من قصيدة،
إنها سكّينٌ في يـدِ متسوِّل
إنها زهرةُ توليب
إنها مِـشْيةُ محاربٍ في شوارعِ مدريد
إنها أنتَ .. على فراشِ الموت
إنها ضحكةُ “لي بو” من تحت الأرض
إنها ليستْ – لعنكَ الله – قصيدةً !
إنها غفوةُ حصان
إنها فراشةٌ تحومُ في عقلك
إنها “سِيركُ” الشيطان،
أنتَ لا تقرؤها على الورقة
فالورقةُ هي التي تقرؤك !
هل تحسُّ بذلك؟
إنها أفعى
إنها صقرٌ جائعٌ يحاصرُ غرفتك.

ليستْ قصيدةً
فالقصائدُ مملّـةٌ، تُـشعِـرُكَ بالنعاس.
أما هذي الكلمات ..
فتدفـعُـكَ إلى جنونٍ جديد.

ها أنتَ مباركٌ الآن !
ها أنتَ تسكنُ المنطقةَ العمياءَ من الضوء،
الفيلُ يحلمُ معكَ الآن
وقوسُ الأفقِ ينحني ويضحك.

يمكنكَ الموتُ الآن
يمكنكَ الموتُ الآن
كما هو مقدَّرٌ على البشرِ أنْ يموتوا :
عظيماً ..
منتصراً ..
مستمعاً إلى الموسيقى
متحوّلاً إلى موسيقى
مزمجراً ..
مقهقهاً ..
صاخباً ..


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الراديو ذو الأحشاء

المنشور التالي

نصيحة ودّية إلى معظم الشبّـان

اقرأ أيضاً