الراديو ذو الأحشاء

التفعيلة : حديث

حين كنتُ مقيماً في الطابق الثاني
في شارع “كورونادو” ؛
كنتُ .. كلّما سكِرتُ ..
أرمي الراديو من النافذة
ويتابعُ – رغمَ ذلك – غناءه،
طبعاً، كان يكسِـرُ بـلّـورَ النافذة في طريقه
ثم يقعُ على السطح
ويتابعُ الغناء،
وكنتُ أقولُ لامرأتي:
يا لهُ من راديو عظيم !

في اليوم التالي
كنتُ أنزعُ النافذة من مفاصلها
وأحملُها لعندِ مُـصـلِّـح الزجاج
ليضعَ لها بلّوراً جديداً.

كلّما سكِرتُ..
أرمي الراديو من النافذة،
ودائماً يقعُ على السطح
ويتابعُ الغناء،
يا لهُ من راديو سحريّ !
يا لهُ من راديو عنيد !
وفي كلّ صباحٍ
آخـذُ النافذةَ المكسورةَ لعندِ مُـصـلِّـح الزجاج.

لا أذكرُ كيف تخلّصتُ من هذه العادة،
ربّـما ..
عندما انتقلتُ من البيت.

لكني أذكُـرُ ..
أنّ جارتي في الطابقِ الأرضيّ
كانت تعملُ في حديقة بيتها
وهي تلبسُ ثوب السباحةِ فقط،
وكانتْ – فعلاً – تحفرُ بالرفشِ
ثم ترميهِ عالياً في الهواء.

وكنتُ أجلسُ عند النافذةِ المكسورةِ
لأشاهدَ شروقَ الشمسِ على جسدها،
بينما يتابعُ الراديو الغناء.


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ليلة عظيمة في المدينة

المنشور التالي

رشّـة ماء

اقرأ أيضاً

لباك عبدك مخلصا

لَبّاكَ عَبدُكَ مُخلِصا وَبَكى دَماً عَدَدَ الحَصى عَبداً أَطاعَكَ قَلبُهُ لَيسَ المُطيعُ كَمَن عَصى أَغرَت مَحاسِنُكَ السَقا مَ…