ذكرت فاهتاج السقام المضمر

التفعيلة : بحر الرجز

ذَكَرتَ فَاِهتاجَ السَقامُ المُضمَرُ

وَقَد يَهيجُ الحاجَةَ التَذَكُّرُ

مَيَاً وَشاقَتكَ الرُسومُ الدُثَّرُ

آريُّها وَالمُنتَأَى المُدَعثَرُ

بِحَيثُ ناصَى الأَجَرعَينِ الأَيسَرُ

فَهِجنَ وَقراً وَاِقرَاً لا يُجبَرُ

أَمِ الدُموعُ سُجَّمٌ أَم تَصبِرُ

وَلَيسَ ذو عُذرٍ كَمَن لا يُعِذرُ

وَما إِلى مَطموسَةٍ مُستَعبِرُ

قَفرٍ يُعَفّيها العَجاجُ الأَكَدرُ

قَد مَرَّ أَحوالٌ لَها وَأَشهُرُ

وَقَد يُرى فِيها لِعِينٍ مَنظَرُ

مَجالِسٌ وَرَبرَبٌ مُصَوَّرُ

جُمُّ القُرونِ آنِساتٌ خُفَّرُ

أَترابُ مَيٍٍّ وَالوِصالُ أَخضَرُ

وَلَم يُغَيّر وَصلَها المُغَيّرُ

وَقَد عَدَتني عادِياتٌ شُجَّرُ

عَنها وَهَجرٌ وَالحَبيبُ يَهجُرُ

أَتَتكَ بِالقَومِ مَهارٍ ضُمَّرُ

خُوصٌ بَرى أَشرافَها التَبَكُّرُ

قَبلَ اِنصِداعِ الفَجرِ وَالتَهَجُّرُ

وَخَوضُهُنَّ اللَيلَ حينَ يَسكُرُ

حَتّى تَرى أَعجازَهُ تَقَوَّرُ

وَيَستَطيرُ مُستَطيرٌ أَشقَرُ

يَعسِفنَ وَاللَيلُ بِها مُعَسكَرُ

مَهامِهاً جِنّانُهُنَّ سُمَّرُ

وَمَنهَلٍ أَعرى خَباهُ الحُضَّرُ

طَامِي النِطافِ آجِنٍ لا يُجهَرُ

أَنهَلتُ مِنهُ وَالنُجومُ تَزهَرُ

وَلَم يُغَرِّد بِالصَباحِ الحُمَّرُ

تَحمِلُني زَيّافَةٌ تَغَشمَرُ

صُهباً أَبوها دَاعِرٌ وَبُحتُرُ

تَحدو سُرَاها أَرجُلٌ لا تَفتُرُ

كَأَنَّهُنَّ الشَوحَطُ الموَتَّرُ

وَأَذرُعٌ تَسدو بِها فَتَمهَرُ

إِذا اِزدَهاها القَرَبُ العَشَنزَرُ

كَما اِزدَهى حُقبَ الفَلاةِ الأَصحَرُ

ذَاكَ وَإِن يَعرِض فَضآءٌ مُنكَرُ

كَأَنَّهُ تَحتَ السَمامِ المَرمَرُ

يَهمآءُ لا يَجتازُها المُغَرَّرُ

كَأَنَّما الأَعلامُ فيها سُيَّرُ

بِها يَضِلُّ الخَوتَعُ المُشَهَّرُ

وَالمُسَبطِرُ اللاَحِبُ المُنَيّرُ

جاذَبنَ حَتَّى يَستَظِلَّ الأَعفَرُ

مَجدولَةً فيها النُحاسُ الأَصفَرُ

كَأَنَّهُنَّ مَأتَمٌ مُستَأجَرٌ

أَو نآئِحاتٌ موجَعاتٌ حُسَّرٌ

وَإِن حَبا مِن أَنفِ رَملٍ مَنخِرُ

أَعنَقُ مُقوَرُّ السَراةِ أَوعَرُ

ماشَينَهُ وَالقَصدُ عَنهُ أَزوَرُ

حَتّى إِذا ما اِبيَضَّ مِنهُ مُقفِرُ

حَطَمنَهُ حَطماً وَهُنَّ عُسَّرُ

وَإِن بَدا آخَرُ نآءٍ أَغبَرُ

كَأَنَّهُ في رَيطَةٍ مُخَدَّرُ

بَيضآءَ تُطوى مَرَّةً وَتُنشَرُ

رَمَينَهُ بِأَعيُنٍ لا تَسدَرُ

وَقَد أَناخَ الأَفِدُ المُغَوِّرُ

بَعدَ الضُحى وَأَظهَرَ المُظَهِّرُ

وَآضَ حِربَآءُ الفَلاةِ الأَصعَرُ

كَأَنَّهُ ذو صَيَدٍ أَو أَعوَرُ

مِنَ الحَرورِ وَاِحزَأَلَّ الحَزوَرُ

في الآلِ يَخفَى مَرَّةً وَيَظهَرُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

نبت عيناك عن طلل بحزوى

المنشور التالي

ألا يا اسلمي يا دار مي على البلي

اقرأ أيضاً