دك ما بين ضحوة وعشي

دُكَّ ما بَينَ ضَحوَةٍ وَعَشِيِّ

شامِخٌ مِن صُروحِ آلِ عَلِيِّ

وَهَوى عَن سَماوَةِ العَرشِ مَلكٌ

لَم نُمَتَّع بِعَهدِهِ الذَهَبِيِّ

قَد تَساءَلتُ يَومَ ماتَ حُسَينٌ

أَفَقَدنا بِفَقدِهِ كُلَّ شَيِّ

أَم تَرى يُسعِدُ الكِنانَةَ باريـ

ـها وَيَقضي لَها بِلُطفٍ خَفِيِّ

لَم تَكَد تُدرِكُ النُفوسُ مُراداً

في زَمانِ المُتَوَّجِ العَلَوِيِّ

لَم تَكَد تَبلُغُ البِلادَ مُناها

تَحتَ أَفياءِ عَدلِهِ الكِسرَوِيِّ

لَم يَكَد يَنعَمُ الفَقيرُ بِعَيشٍ

مِن نَداهُ وَفَيضِهِ الحاتِمِيِّ

حَجَبَ المَوتُ مَطلَعَ الجودِ يا مِصـ

ـرُ فَجودي لَهُ بِدَمعٍ سَخِيِّ

وَمَضى واهِبُ الأُلوفِ فَوَلَّت

يَومَ وَلّى بَشاشَةُ الأَريَحِيِّ

وَقَضى كافِلُ اليَتامى فَوَيلٌ

لِليَتامى مِنَ الزَمانِ العَتِيِّ

كَم تَمَنّى لَو عاشَ حَتّى يَرانا

أُمَّةً ذاتَ مَنعَةٍ وَرُقِيِّ

غالَهُ الضَعفُ حينَ شَمَّرَ لِلإِصـ

ـلاحِ في مُلكِهِ بِعَزمٍ فَتِيِّ

حَبَسَ الخَطبُ فيكَ أَلسِنَةَ القَو

لِ وَأَعيا قَريحَةَ العَبقَرِيِّ

وَإِذا جَلَّتِ الخُطوبُ وَطَمَّت

أَعجَزَت في القَريضِ طَوقَ الرَوِيِّ

إِنَّ شَرَّ المُصابِ ما أَطلَقَ الدَمـ

ـعَ وَراعَ المُفَوَّهينَ بِعِيِّ

لَهفَ نَفسي عَلى اِنبِساطِكَ لِلضَيـ

ـفِ وَذَيّالِكَ الحَديثِ الشَهِيِّ

يَحسَبُ الدارَ دارَهُ وَهوَ يَمشي

فَوقَ زاهي بِساطِكَ الأَحمَدِيِّ

خُلُقٌ مِثلَما نَشَقتَ أَريجَ الـ

ـزَهرِ جادَتهُ زَورَةُ الوَسمِيِّ

وَاِهتِزازٌ لِلعُرفِ مِثلُ اِهتِزازِ الـ

ـسَيفِ في قَبضَةِ الشُجاعِ الكَمِيِّ

وَحَياءٌ عِندَ العَطِيَّةِ يَنفي

خَجَلَ السائِلِ الكَريمِ الأَبِيِّ

وَاِختِبارٌ يَثني عِنانَ العَوادي

وَوَقارٌ يَزينُ صَدرَ النَدِيِّ

رَحِمَ اللَهُ يا حُسَينُ خِلالاً

فيكَ لَم يَجتَمِعنَ في نَفسِ حَيِّ

يا كَريماً حَلَلتَ ساحَ كَريمٍ

وَضَعيفاً حَلَلتَ ساحَ القَوِيِّ

قَد كَفاكَ السُهادُ في العَيشِ فَاِهنَأ

يا أَليفَ الضَنى بِنَومٍ هَنِيِّ

وَيحَ مِصرٍ فَأَيُّ خَيطِ رَجاءٍ

قَطَعَتهُ رَنّاتُ صَوتِ النَعِيِّ

شارك على :

المنشور السابق

ملك النهى لا تبعدي

المنشور التالي

من ليوم نحن فيه من لغد

اقرأ أيضاً