يممت من علياك خير ميمم

التفعيلة : البحر الكامل

يَمَّمتُ مِن عَلياكَ خَيرَ مُيَمِّمٍ

وَحَلَلتُ مِن مَغناكَ دارَ مُخَيَّمِ

فَخَلَعتُ عَن عُنُقي حَميلَةَ ضارِمٍ

وَأَرَحتُ نَفسي مِن حُمالَةَ مَغرَمِ

وَنَزَلتُ مِن خِصبٍ بِأَمرَعَ مَنزِلٍ

وَحَلَلتُ مِن أَمنٍ بِرَأسِ يَلَملَمِ

وَلَئِن تَهادَتنِيَ المَطايا وَالسُرى

وَعُبابُ لُجَّةِ كُلِّ لَيلٍ مُظلِمِ

فَلَقَد سَكَنتُ وَلِلَّيالي جَولَةٌ

كُحِلَت بِهَبوَتِها عُيونُ الأَنجُمِ

وَكَفى اِحتِماءَ مَكانَةٍ وَصِيانَةٍ

أَنّي عَلِقتُ بِذِمَّةٍ مِن مَريَمِ

ذاتِ الأَمانَةِ وَالدِيانَةِ وَالتُقى

وَالخُلقِ الأَشرَفِ وَالطَريقِ الأَقوَمِ

ذاتِ الجَلالَةِ وَالجَزالَةِ وَالنُهى

وَالبَيتِ الأَرفَعِ وَالنِصابِ الأَكرَمِ

مِن أُسرَةٍ يَتَلَثَّمونَ إِلى الوَغى

يَومَ الحَفيظَةِ بِالعَجاجِ الأَقتَمِ

مِن بَيتِ عِزٍّ مِن نِبالٍ حَيثُ لا

تُلقى بِغَيرِ مُسَوَّدٍ وَمُعَظَّمِ

مُتَهَلِّلٍ لِلطارِقينَ بَشاشَةً

أَو ضارِبٍ رَأسَ الكَمِيِّ المُعلَمِ

طَلقٍ يَشِفُّ لِثامُهُ عَن كَوكَبٍ

مُتَأَلِّقٍ في الحادِثِ المُتَجَهِّمِ

مُتَقَدِّمٍ في صَدرِ كُلِّ كَتيبَةٍ

شَهباءَ يَندى جانِباها بِالدَمِ

يَثني بِها عِطفَيهِ كُلُّ مُثَقَّفٍ

لَدنٍ وَيَضحَكُ كُلُّ أَبيَضَ مِخذَمِ

إِن جادَ جادَ هُناكَ حاتِمُ طَيِّئٍ

أَو صالَ صالَ رَبيعَةُ بنُ مُكَدَّمِ

وَإِنِ اِستَجَرتَ بِهِ اِستَجَرتَ بِهَضبَةٍ

مَأوى الطَريدِ بِها وَكَنزُ المُعدَمِ

لاتَعثُرُ الأَحياءُ دونَ طُروقِهِ

إِلّا بِشَلوَةِ لَهذَمٍ أَو ضَيغَمِ

تُنمى إِلَيهِ مِنَ الحَرائِرِ حُرَّةٌ

تَغنى بِسُؤدُدِ ذاتِها أَن تَنتَمي

مَشهورَةٌ في الفَضلِ قِدماً وَالنُهى

وَالنُبلِ شُهرَةَ غُرَّةٍ في أَدهَمِ

جاءَت بِها الغُرُّ الكِرامُ كَريمَةً

لا تَشرَئِبُّ إِلى بَياضِ الدِرهَمِ

سِطَةُ القِلادَةِ رِفَعَةً وَمَكانُها

مِن كُلِّ مَعلاةٍ مَكانُ اللَهذَمِ

تولي الأَيادي عَن يَدٍ نَزَلَ النَدى

مِنها بِمَنزِلَةِ المُحِبِّ المُكَرَّمِ

مِن كُلِّ عارِفَةٍ كَما اِنسَجَمَ الحَيا

وَاِفتَرَّ بارِقُ مُزنَةٍ عَلى مَبسِمِ

عَلِقَت بِها حُرَّ الثَناءِ عَقيلَةٌ

أَندى يَدَينِ مِنَ الغَمامِ المُرزِمِ

جودٌ تَنوءُ بِهِ الرِكابُ عَلى السَرى

مِن مُنجِدٍ أَرجِ الرِياحِ وَمُتهِمِ

يَندى بِهِ النَبتُ الهَشيمُ نَضارَةً

وَيَنِمُّ ذَيلُ الريحِ طيبَ تَنَسُّمِ

خَبَطَ البِلادَ يَمُرُّ غَيرَ مُغَيِّمٍ

في حالَةٍ وَيَصوبُ صَوبَ مُدَيِّمِ

وَيَفُكُّ مِن أَغلالِ أَسرى فاقَةٍ

وَفَصيحَ قَومٍ في مَقادَةِ أَعجَمِ

مَلَكَت بِهِ الأَحرارَ أَكرَمُ حُرَّةٍ

بَسَطَ المُقِلُّ لَها يَمينَ المُعدَمِ

حَمَلَ الثَناءَ بِها القَريضُ وَإِنَّما

حَمَلَ الحَديثَ رِوايَةً عَن مُسلِمِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

قل لمسرى الريح من إضم

المنشور التالي

يا أيها الطود المنيع الأيهم

اقرأ أيضاً