خذها كلون التبر ذائب

التفعيلة : البحر الكامل

خُذْها كلونِ التِّبْرِ ذائب

حَمراءَ بيضاءَ الذّوائبْ

عذراءَ شائبةً وما اعْ

تلقَتْ بها أيدي النّوائبْ

كالنارِ إلا أنها

إذ تصطَلي نار الحُباحِبْ

حُجِبَتْ بفرطِ الضوءِ عنْ

أبصارِنا والضوءُ حاجِبْ

واستوطَنَتْ بشُعاعها

بيتاً ولا بيتَ العناكِبْ

حتى إذا انتشر الحَبا

بُ بها لينتظمَ الحَبائبْ

طافَتْ بها الآرامُ في ال

كاساتِ حاليةَ التّرائبْ

في كفِّ كاعِبَ من تور

دِها كما في خدِّ كاعِبْ

جُليَتْ على شمسِ النها

رِ فنقّطتْها بالكواكِبْ

لكنها جلتِ الغَيا

هِبَ والكواكبَ في الغياهب

أوَ ما تراها قد رمَتْ

عن صدرِه بِصدارِ راهِبْ

فالبدرُ والمرّيخُ يت

بَعهُ بسيفِ النورِ ضارب

كالفارسِ الرِّعْديدِ قد

جرّ القناةَ ومرّ هارب

وتطايرتْ في الجوّ شُهْ

بانٌ لها نبْلٌ صوائبْ

حتى كأن منَ المشا

رق عسكراً تغزو المَغارب

وهي الكتائبُ جُهِّزَتْ

من منطِق ابن أبي الكتائب

وكأنما طلعَتْ تُبا

هي ما لديهِ من المناقِب

لولاهُ لم نحكمْ بأنّ

عُطارداً في شكلِ كاتِب

نظمَ الحسابَ بأنمُلٍ

نثرَتْه بَرْقاً عن سَحائب

واستخدم الأعلام لل

أقلامِ والصّمْصامِ غالِب

فيمينُه تسْطو بقا

ضٍ لا يُقاسُ إليه قاضِبْ

أيْمٌ بقطّةِ نابِهٍ

قُطّتْ عن المُلكِ النّوائبْ

يُصْبيكَ موشيُّ القرا

منه وموشيُّ المساحِب

ببلاغةٍ لا ترتضي

بالصّاحبِ المنعوتِ صاحبْ

يقتادُ في سهلِ الكلا

مِ أزمّةَ الحُكم المصاعِبْ

في أسطُرٍ لو أنّها

خيلٌ لكانت كالجنائبْ

حملَتْ مفضّضةُ المكا

بحِ سُفعَ مُذهبةِ المراكب

يا مَنْ به بعدَ المها

لِك قد وقعْتُ على المطالب

لك ناظرٌ باللُطْفِ فيّ

فلا أُضيفَ إليه حاجب

أدنيتَني حتى حلَلْ

تُ الجنبَ منك وكنتُ جانب

ورأيتَني وأنا الغري

بُ لديك من إحدى الغرائب

ومن العجائب أن أرا

كَ وليس أنطِقُ بالعجائب

وثناكَ قد نطقَتْ به ال

أحقابُ من قبلِ الحقائب

شكري سواك تطوّعٌ

فإذا أرادك فهو واجِب

أُثْني عليكَ ثناءَ مؤْ

تنَق تفتّح إثْر ساكب

فأتى بأزهارِ الرُبى

حُفّتْ بأمواءِ المذانِب

من كلِّ قافيةٍ ترو

قُ مطالِعاً وتَروعُ طالِب

فتري المناصبَ تحت خَفْ

ضِ العجزِ عن شرفِ المناصب

وأنا المُقاربُ إن بعُدْ

تَ وليس من باب المقارب

إن المودّة من حُضور ال

قلبِ حيثُ الجسمُ غائبْ

فاسْرُرْ أغربَ عزّةٍ

طلعَتْ بحيٍّ غير غارِب

فنَداك ممنوحُ الحَيا

ومداكَ ممنوعُ الجوانِب


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

وما كنت أخشى من زماني نبوة

المنشور التالي

أبعد شيبي لشبابي إياب

اقرأ أيضاً

تبدلت اكسارا بالنشاط

تَبَدَّلتُ اِكِساراً بِالنَشاطِ وَشَدَّ الحُبُّ بِالبَلوى رِباطي وَلَولا أَنَّني أَسطو بِصَبرٍ عَلى قَلبي لَبانَ مِنَ النِياطِ وَأَنوَكَ قالَ…

أبا جعفر كل أكرومة

أَبا جَعفَرٍ كُلُّ أُكرومَةٍ بِأَخلاقِكَ البيضِ مَنسوجَه وَنَفسُكَ نَفسٌ إِذا ما النُفو سُ تَوَقَّدنَ لِلشُحِّ مَثلوجَه فَكَم ثُلمَةٍ…