أصبيح شيم أم برق بدا

التفعيلة : بحر الرمل

أَصُبَيْحٌ شِيمَ أَمْ بَرْقٌ بَدَا

أَمْ سَنَا المَحبوبِ أَوْرَى أَزنُدَا

هَبَّ مِن مرْقدِهِ مُنْكَسِراً

مُسْبِلاً للْكُمِّ مُرْخٍ للرِّدا

يمْسحُ النَّعْسةَ مِنْ عيْنَيْ رشا

صائِدٍ في كُلِّ يوْمٍ أَسدا

أَوْرَدتهُ لُطُفا آيتُهُ

صفْوةَ العيْشِ وأَرْعتْهُ ددا

فَهْوَ مِن دلٍّ عراهُ زُبْدةٌ

مِن صريحٍ لم يُخَالِطْ زَبدا

قُلْتُ هَبْ لي يا حبِيبِي قُبْلَةً

تَشْفِ مِن غَمّك تَبريح الصَّدى

فانثَنَى يَهْتَزُّ مِن مَنكِبِه

قائِلاً لا ثُمَّ أَعْطَانِي اليدا

كُلَّما كَلَّمنِي قَبَّلْتُهُ

فَهْو إِمّا قال قَوْلاً ردَّدا

كاد أَنْ يرْجِع مِن لَثْمِي له

وارْتِشَافِي الثَّغْر منه أَدْرَدَا

قال لي يلْعبُ صِدْ لي طائِراً

فترانِي الدَّهْر أَجْرِي بالكُدَى

وإِذا اسْتَنْجَزْتُ يَوْماً وَعْدَه

قالَ لي يَمْطُلُ ذَكِّرْنِي غَدا

شَرِبَتْ أَعْطَافُهُ خَمْرَ الصِّبا

وسَقَاه الحُسْنُ حَتَّى عَرْبَدَا

وإِذا بِتُّ به في رَوْضة

أَغْيَداً يَعْرُو نَباتاً أَغْيَدَا

قامَ في اللَّيْلِ بجيدٍ أَتْلَعٍ

يَنْفُضُ اللمّةَ مِن دَمْعِ النَّدَى

رَشَأٌ بَلْ غادةٌ مَمْكُورةٌ

عُمِّمَتْ صُبْحاً بلَيْلٍ أَسْوَدَا

أَحَحَتْ مِن غَضَّتِي في نَهْدِها

ثُمَّ عَضَّتْ حُرَّ وَجْهي عَمَدَا

فَأنَا المجْرُوحُ مِن عَضَّتِهَا

لا شَفانِي اللَّهُ منها أَبَدَا

ومَكانٍ عازِبٍ مِن جِيرَةٍ

أَصْدِقَاءٍ وهُم عَيْنُ العِدَا

ذِي نباتٍ طَيِّبٍ أَعْرَافُهُ

كَعِذَارِ الشَّعْر في الخَدِّ بَدَا

تَحْسَبُ الهَضْبَةَ منه جَبَلاً

وحُدُورَ الماءِ منه أَبْردَا

قُلْتُ إِذ خَيَّمْتُ فيه قاطِناً

وتَلاقَتْنِي الأَمَانِي سُجَّدَا

وَرَأَيْتُ الدَّهْرَ خَوْفِي ساكِناً

وبَنِي الأَحْرَارِ حَوْلِي أَعْبُدَا

جادَ مَن أَصْبَحْتُ في أَيَّامِه

والرَّدى يَحْذَرُ مِن خَوْفِي الردَى

مَلِكٌ يُحْسَبُ عَدْلاً مَلَكاً

وإِمامٌ أَمَّ فينا فَهَدَى

خِلْتُهُ والرُّمْحُ في راحَتِهِ

قَمَراً يَحْمِلُ منه فَرْقَدَا

نِعمَ ما اخْتَرْتُ لنَفْسِي فاعْلَمُوا

إِنْ زَمَانٌ جارَ أَوْ صَرْفٌ عَدَا

لَيْسَ من يَعْشُو إِلى نار القِرى

مِثْلَ مَن يَعْشُو إِلى نارِ الهُدَى


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

طرقتك بالدهنا وصحبك نوم

المنشور التالي

قريب بمحتل الهوان بعيد

اقرأ أيضاً