طلق شجونك في ثرى الأحبابِ

التفعيلة : البحر الكامل

طَلِّق شجونَكَ في ثرى الأحبابِ

وانثر دموعَ العينِ دون حسابِ

لم لا تفيضُ مدامعاً ومواجعاً

لصديقكَ الثاوي بغيرِ مآبِ

يا لوعة الدنيا وراء مودع

يمضي إلى الأخرى بألفِ نوابِ

أسفاً لنصر الدين أينَ جنانُه

وحنانُه الشافي من الأوصابِ

ويدٌ كعيسى كم شَفَت من علةٍ

وأَست صريعَ وجيعةٍ وعذابِ

يجتمعُ الشاكونَ ملءَ رحابِه

متوافدينَ على أَبرِّ رحابِ

فيظل يدفع عنهم شبح الردى

ويردُّ ردَّ الواثق الغلابِ

ما كان في وهمٍ ولا في خاطرٍ

أنَّ الرَّدَى لطبيبهم بالبابِ

أو هكذا الدنيا وذاكَ مآلُهَا

أسفاً لغادرةٍ كلمعِ سرابِ

تغلو الحياةُ بها إلى أن تنتهي

عندَ التراب رخيصةً كترابِ

أو هكذا الدنيا وذاك مآلُهَا

أوَ ذاكَ وعدُ خيالِهَا الكذابِ

أملٌ على أملٍ وآخرةُ المنى

نومٌ على نومٍ مَدَى الأحقابِ

يا أيها الثاوي المكفّنُ بالرِّضا

ما يصنعُ الملكَانِ يومَ حسابِ

أيُّ الحساب لذاهبٍ وحياتُه

علوية قدسيةُ المحرابِ

فُتحَت له الجنات واحتفلَ ال

ملائكُ بالطهورِ الصادقِ الأوابِ

أمسيتَ قُربَ الحقِّ فاسمع صوتَه

ذَهَبَ الحِمامُ بحيرةِ المرتابِ

وخلعتَ ثوبَ العيشِ وهو مهلهلٌ

فالبس كما تهوَى جديدَ شبابِ

واظفر بنورِ الخلدِ قد بُلغته

أنتَ الجديرُ بمجدِه الخلابِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لا الروح غاربة ولا أنا فاني

المنشور التالي

رب يومٍ إذ حكينا ما لدينا

اقرأ أيضاً