ثكلت مقلته طيب الكرى

ثكلتْ مقلتُهُ طيبَ الكرى

هَلْ عَلَى الثاكلِ لومٌ في البكا

باتَ يدعو ساهر الجفنِ يا

فالقَ الإصباحِ في ليلٍ دجا

كغريقٍ بات يدعو منقذاً

بعدما أَدرك زنديه الونى

أَوحشته ظلماتٌ بعضها

فوق بعضٍ حجبتْ نجمَ السما

تقبضُ الأبصارَ حتى لم يكدْ

رافعٌ إِصْبَعَهُ فيها يرى

يا سكونَ الليل كم هيّجتَ من

لوعةٍ وَثابةٍ بين الحشا

وَأَذانٍ رُفِعَ الصوتُ به

حسنِ الترجيعِ موصولِ الصدى

كان بُشرى مولد الفجر كما

كان تكبيراً عَلَى ميْتِ الدجى

فَكأَنّ الفجرَ إِذْ لاح شرا

عٌ بعُرْض البحر للرائي بدا

في انبلاجِ الفجر من صدعِ الدجى

زَهَقَ الباطلُ وَالحقُ سما

ما لعينِ النجمِ تغضي حينما

يتجلى الفجرُ وَضّاحَ السنا

كفتاةٍ أَثبتتْ في حبها

نظراً حيناً وَغضَّته حيا

ملك النور مَحتْ آيتُه

آيةَ الليل وَإِنْ كان طغى

نُشرتْ راياتُه حمراً عَلَى

كلِّ أُفق إِن تناءَى أَو دنا

كلما أَعملتَ فيه نظراً

زاد حسناً وَرواءً وَضيا

راعني في موكبٍ صوّره

خالقُ الكونِ عَلَى لوح الفضا

السما وَالأرضُ ميدانٌ له

واحمرارُ الأُفقِ منشور اللوا

نجمة الصبح عَلَى غرَّته

وَعَلَى ساقتِهِ شمس الضحى


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

إذا الشعر لم ينفث به ربه السحرا

المنشور التالي

عاطيتني السحر أم صرفا من الراح؟

اقرأ أيضاً