أما ترى تحية السحاب

أما ترى تحيّةَ السحابِ

أحيا نداها هامدَ الترابِ

فنفحتْ من الترابِ ريّا

أفعل في النفسِ من الحميّا

أذكى من العبيرِ والمَلابِ

كأنها رَوائِحُ الأحبابِ

لي نَفَسٌ ما سفتها عميقُ

كأنه لطوله شهيقُ

يا عجباً لطيب ريحِ التربِ

إذا تَنَدّى بدموعِ السُحْبِ

أكانَ من تحيّةِ الغمامِ

طيَّبة إلى الترابِ الظامي

أَمْ تلك أنفاسُ الثرى ذكيه

تشكرُ لمّا رَدَّتِ التحيّه

أَم كان من صنيع كلٍ منهما

حُرُّ الثرى أثْنى وَجادَ ابنُ السما

وَنفحةٍ في (دُمّرٍ) و (الربوه)

فوّاحةٍ لها دبيبُ النشوه

دقَّتْ عن الأوصافِ والأسماء

لكنّها رائحةُ (الفيحاءِ)

روحٌ لمن يشمُّها وَريحانْ

خصّتْ بها دمشقُ دون البلدانْ

تضوّعتْ حيثُ المياه الواكفه

بين الظلالِ الضافيات الوارفه

طاب بها الترابُ والهواءُ

وَعبقتْ بطيبها الأَرجاءُ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

على الزعازع والأهوال والبأس

المنشور التالي

يشغلني بحبه

اقرأ أيضاً