قتلى ومجهولون

التفعيلة : حديث

قتلى, ومجهولون. لا نِسْيانَ يجمعُهُمْ
ولا ذكرى تفرِّقهُمْ… ومنسيّون في
عُشْبِ الشتاءِ على الطريق العامِّ بين
حكايتين طويلتين عن البُطُولةِ والعذابِ.
((أَنا الضحيَّةُ)). ((لا . أَنا وحدي
الضحية)). لم يقولوا للمؤلّف: ((لا
ضحيَّةَ تقتل الأخرى. هنالك في
الحكاية قاتلٌ وضحيَّةٌ)). كانوا صغاراً
يقطفون الثلج عن سَرْوِ المسيح,
ويلعبون مع الملائكة الصغار, فإنَّهُمْ
أَبناءُ جيلٍ واحدٍ…. يتسرَبُون من
المدارس هاربينَ من الرياضيَّات والشعرِ
الحماسيّ القديم, ويلعبون مَعَ الجنود،
على الحواجز، لُعْبَةَ الموت البريئةَ.
لم يقولوا للجنود: دعوا البنادقَ
وافتحوا الطرقاتِ كي تجدَ الفراشةُ
أُمَّها قرب الصباح، وكي نطير مع
الفراشة خارج الأحلام، فالأحلامُ
ضيِّقَةٌ على أَبوابنا. كانوا صغاراً
يلعبون, ويصنعون حكايةً للوردة
الحمراء تحت الثلج, خَلْفَ حكايَتيْنِ
طويلَتيْن ِعن البطولة و العذاب, و يهربون
مَعَ الملائكة الصغار إلى سماء صافيةْ.


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

لم يسألوا : ماذا وراء الموت

المنشور التالي

السروة انكسرت

اقرأ أيضاً