لا شيء يعجبني

التفعيلة : حديث

“لا شيءَ يُعْجبُني”
يقول مسافرٌ في الباصِ – لا الراديو
ولا صُحُفُ الصباح, ولا القلاعُ على التلال.
أُريد أن أبكي/
يقول السائقُ: انتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ,
وابْكِ وحدك ما استطعتَ/
تقول سيّدةٌ: أَنا أَيضاً. أنا لا
شيءَ يُعْجبُني. دَلَلْتُ اُبني على قبري،
فأعْجَبَهُ ونامَ، ولم يُوَدِّعْني/
يقول الجامعيُّ: ولا أَنا، لا شيءَ
يعجبني. دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن
أَجِدَ الهُوِيَّةَ في الحجارة. هل أنا
حقاً أَنا؟/
ويقول جنديٌّ: أَنا أَيضاً. أَنا لا
شيءَ يُعْجبُني. أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً
يُحاصِرُني/
يقولُ السائقُ العصبيُّ: ها نحن
اقتربنا من محطتنا الأخيرة، فاستعدوا
للنزول…/
فيصرخون: نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ،
فانطلق!
أمَّا أنا فأقولُ: أنْزِلْني هنا. أنا
مثلهم لا شيء يعجبني، ولكني تعبتُ
من السِّفَرْ.


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

الظل

المنشور التالي

هو هادئٌ ، وأنا كذلك

اقرأ أيضاً

عائدون

هرم الناس وكانوا يرضعون، عندما قال المغني عائدون، يا فلسطين وما زال المغني يتغنى، وملايين ا للـحـو ن،…

وجدت المدامة غلابة

وَجَدتُ المُدامَةَ غَلّابَةً تُهَيِّجُ لِلقَلبِ أَشواقُهُ تُسيءُ مِنَ المَرءِ تَأديبَهُ وَلَكِن تُحَسِّنُ أَخلاقَهُ وَأَنفَسُ ما لِلفَتى لُبُّهُ وَذو…

أني سمعت خليلي

أَنّي سَمِعتُ خَليلي نَحوَ الرُصافَةِ رَنَّه خَرَجتُ أَسحَبُ ذَيلي أَقولُ ما شَأنُهُنَّه إِذا بَناتُ هِشامٍ يَندُبنَ والِدَهُنَّه يَندُبنَ…