طريدة بؤس ملَّ من بؤسها الصبر
وطالت على الغبراءِ ايامها الغبرُ
وكانت كما شاءت وشاءَ جمالها
كما اشتهت العليا كما وصف الشِعرُ
تلألأُ في صدر المكارم درَّةُ
يحيط بها من عقد انسابها درُّ
تقاسمتِ الحسن الالهيَّ وانثنى
يقاسمها فالامر بينهما امرُ
فللشمس منها طلعة الحسن مشرقاً
وفيها من الشمس التوقد والجمرُ
وللزهر منها نغمة الحسن عاطراً
وفيها ذبول مثلما ذبل الزهرُ
وللظبي منها مقلتاها وجيدها
وفيها من الظبي التلفُّت والذعرُ
وما الحرب الاَّ ديمة دموية
اذا دنست روح الورى فهيَ الطهرُ
وما الحرب الاَّ غضبة الله لامست
مخازيَ هذا الدهر فانفجر الدهرُ
ففي كل نفس غصة ما تسيغها
وفي كل قلب كسرة ما لها جبرُ
وما لوت الأسياف في الأرض عروةً
من البغض إلاَّ والرؤُوس لها زرُّ
وكم قيل إنسانية ومحبة
وعلم وتمدين وأشباهها الكثرُ