من عاش في الأرض لا يخلو من الكمد

التفعيلة : البحر البسيط

مَن عاشَ في الأرضِ لا يخلو من الكَمَدِ

على أبٍ أو أخٍ قد مات أو وَلدِ

لا بدَّ للحيِّ من حُزنٍ على أحَدٍ

حتى يَموتَ فلا يبكي على أحَدِ

وكلُّ حيٍّ لهُ يومٌ يموتُ بهِ

فيفرُغُ العُمرُ مهما زادَ في المُدَدِ

وأهوَنُ الموتِ ما وافى على صِغَرٍ

فإنهُ راحةٌ للرُّوحِ والجَسَدِ

لا بُدَّ للطُرْقِ من زادٍ يُعَدُّ سِوَى

طُرْقِ الصِّغارِ إلى مُستَوطَنِ الأبَدِ

يكونُ من عاشَ مُرتاحاً بلا تَعَبٍ

منهمْ ومن ماتَ مسروراً بلا نَكَدِ

ليست من الموتِ تَخلو لحظةٌ فنَرى

بهِ الحزانَى كرملِ البحر في العَدَدِ

وكُلَّ يومٍ دموعٌ منهُ لو جُمِعَتْ

كانت غديراً كثيرَ الموجِ والزَّبدِ

كم حسرَةٍ نَزَلَت في القبرِ مع رجلٍ

قد ماتَ منها جريحَ القلبِ والكَبِدِ

وكم دموعٍ جَرَت من عين مُنتَحِبٍ

لم تَستَفِدْ عينُهُ منها سِوَى الرَّمدِ

إذا ابتُلِيتَ بأمرٍ لا تُطيقُ لهُ

دفعاً فبالصَّبرِ عالجهُ ولا تَزِدِ

ولو بذلتَ كنوزَ الأرضِ قاطبةً

تبغي علاجاً بغير الصَّبرِ لم تَجِدِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

جاءت رسالة إبراهيم سافرة

المنشور التالي

إذا ذهب الكثير من الكثير

اقرأ أيضاً

وله تشف وراءه الأشجان

وَلَهٌ تَشِفُّ وراءَهُ الأشجانُ وهَوىً يَضيقُ بسِرِّهِ الكِتْمانُ ومُتَيَّمٌ يُدمي مَقيلَ هُمومِهِ وَجْدٌ يُضَرِّمُ نارَهُ الهِجْرانُ فَنَطا الكَرى…

ألم تعرض فتسأل آل لهو

أَلَم تَعرِض فَتَسأَل آلَ لَهوٍ وَأَروى وَالمُدِلَّةَ وَالرَبابا بِأَيّامٍ خَوالٍ صالِحاتٍ وَلَذّاتٍ تُذَكِّرُني الشَبابا نَزَلتُ بِهِنَّ فَاِستَذكَينَ ناراً…