دعني فلست على الزمان بعاتب

التفعيلة : البحر الكامل

دَعْني فلستُ على الزَّمانِ بعاتبِ

ليسَ الزَّمانُ كما علمتَ بصاحِبِ

وإذا وعدتَ النَّفسَ فيهِ براحةٍ

وعَدَتْكَ أن تُثنى بخَجْلةِ كاذبِ

كَثُرت نوائبُهُ عليَّ وإنَّما

ألفيتُ منهُ ملجأً للهاربِ

مولىً ظفرت بودِّه متباعداً

فرجوت منه وسيلةَ المتقارِبِ

وطَمِعتُ منهُ على البِعادِ بضَوئهِ

إذ تلكَ عادةُ كلِّ نجمٍ ثاقبِ

هو عِصمةُ الدَّاعي وغَوْثُ الملتجي

وكِفايةُ الرَّاجي وكَنزُ الطالبِ

في كفِهِّ البيضاءِ خمسُ أناملٍ

يدعونها في الأرضِ خمسَ سَحائِبِ

تُروي القريبَ من الجوانبِ حَولها

وتَسوقُ عارِضها لأبَعدِ جانِبِ

مولايَ إني قد دعوتكَ دَعوةً

بلسانِ قلبٍ لا لسانِ مُخاطبِ

نَقَشَ الرَّجاءُ على فُؤادي أسطُراً

أجلَى وأثبَتَ من مِدادِ الكاتِبِ

ما ضَرَّنا أن كُنتَ لست بحاضرٍ

فينا وفضلُ نَداكَ ليسَ بغائبِ

في قُبَّةِ الأفلاكِ بدرٌ واحدٌ

يكفي لضوءِ مَشارقٍ ومَغارِبِ

قُلِّدتَ سيفَ نِيابةٍ شرَّفتَهُ

حتى أريتَ النَّاسَ فضلَ النائِبِ

للسيفِ فضلٌ في المَضاءِ وإنَّما

لا يَقبَلُ الإنكارَ فضلُ الضَّارِبِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

اذا أعيت مكأفأة الجميل

المنشور التالي

رسالة فاضل وردت فكانت

اقرأ أيضاً