بدأ الطيف بالجميل وزارا

التفعيلة : البحر الخفيف

بدأ الطيف بالجميل وزارا

يا رسول الرضى وقيت العثارا

خذ من الجفن والفؤاد سبيلا

وتَيَمَّم من السويداء دارا

أنت إن بت في الجفون فأهلا

عادة النور ينزل الأبصارا

زار والحرب بين جفنى ونومي

قد أعد الدجى لها أوزارا

حسن يا خيال صنعك عندي

أجمل الصنع ما يصيب افتقارا

ما لربِّ الجمال جار على القلـ

ـب كأن لم يكن له القلب جارا

وأرى القلب كلما ساء يجزيـ

ـه عن الذنب رقة وأعتذارا

أجريح الغرام يطلب عطفا

وجريح الأنام يطلب ثارا

أيها العاذلون نمتم ورام السـ

ـهد من مقتليّ أمرا فصارا

آفة النصح أن يكون جدالا

واذى النصح أن يكون جهارا

سألتني عن النهار جفوني

رحم الله يا جفوني النهارا

قلن نبكيه قلت هاتي دموعا

قلن صبرا فقلت هاتى اصطبارا

يا لياليّ لم أجدك طوالا

بعد ليلى ولم أجدك قصارا

إن من يحمل الخطوب كبارا

لا يبالى بحملهن صغارا

لم نفق منك يا زمان فنشكو

مدمن الخمر ليس يشكو الخمارا

فأصرف الكأس مشفقا أو فواصل

خرج الرشد من أكف السكارى

شعراء الزمان مهلا رويدا

إن في مصر شاعرا لا يجارى

حاملا في الصبا لواء القوافي

مسترقا لملكة الأشعارا

قد بلغنا أبا محمد النجـ

ـم كما يبلغ السُراة المنارا

نرتجى منه للديار اعتزازا

وجدير بأن يُعز الديار

ودَّع الصبر أمة ودعت عبا

سها المرتجى عشية سارا

بعثت إثره القلوب تراعيـ

ـه وترعى وتأخذ الأخبارا

فأعدها قريرة يا بن توفيـ

ـق وهِّئ لقومك استبشارا

أنت في نضرة الثلاثين كسرى

قاتِلُ الدهر أو أجل وقارا

لتعيشنّ كالنجوم نراها

جاوزت وهي في الصبا الأعمارا

أفن إن شئت بالثواء الليالي

وإذا شئت أفنها أسفارا

وجُب البر واركب البحر واسلم

إن للبدر في السرى أوطارا

فإذا جئت ملكة تملك البر

رَ بيمنى وباليسار البحارا

والقَ ما شئت من حفاوة شمس

تُكبر الشمس عرشها إكبارا

كلما ألقت الشعاع بأرض

شاطرتها العباد والأمصارا

وأحقُّ الأقوام بالعز قوم

يقدِرون الأمور والأقدار

ورجال إذا سعوا للمعالي

ركبوا في سبيلها الأخطارا

لا يبالون بالحوادث ربحا

حملت في بطونها أم خَسارا

جمعوا المجد والمفاخر طرا

وجمعنا صغائرا وصغار

إنما يبلغ الذي بلغوه

من حذا الحذو واقتفى الآثارا

وسما للعلى سموّ أبى

يأنف الهون منزلا وقرارا

وإذا ما العزيز ساس بلادا

علّم المجد أهلها والفخارا

كوكب الآمان صبح التمنى

كلما همت الخطوب أنارا

نحن رضوان في جوارك يا عـ

ـباس لا زلت للعناية جارا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

محمد ما أخلفتنا ما وعدتنا

المنشور التالي

أروى لكم خرافة

اقرأ أيضاً