أعرني النجم أوهب لي يراعا

التفعيلة : البحر الوافر

أعرني النجم أوهب لي يراعا

يزيد الرافعيين ارتفاعا

مكان الشمس أضوأ أن يُحلى

وأنبه في البرية أن يذاعا

بنو الشرق الكرام الوارثوه

خلال البر والشرف اليَفاعا

تأمل شمسهم ومدى ضحاها

تجد في كل ناحية شعاعا

قد اقتسموا ممالكه فكانت

لهم وطنا من الفصحى مشاعا

هم زادوا القضاء جمال وجه

وازدوا غُرة الفتيا ألتماعا

أبوا في محنة الأخلاق إلا

لياذا في العقيدة وأمتناعا

أووا شيبا وشبانا إليها

تخالهم الصحابة والتِّباعا

إذا أُسد الثرى شبعت فعفت

رأيت شبابهم عفّوا جياعا

فلم تر مصر أصدق من أمين

ولا أفوى إذا ريعت دفاعا

فتى لم يعط مِقوده زمانا

شرى الاحرارَ بالدنيا وباعا

عظيم في الخصومة ما تجنى

ولا ركب السباب ولا القذاعا

تمرّس بالنضال فلست تدرى

أأقلاما تناول أم نباعا

ويابن السابق المزرى أرتجالا

بروّاض القصائد وابتداعا

أما يكفى أباك السبق حتى

أتى بك أطول الشعراء باعا

شدا الحادى بشعرك في الفيافي

وحركت الرعاة به اليراعا

وفات الطير ألفاظا فحامت

على المعنى فصاغته صناعا

إذا حضر البلابَل فيه لحنٌ

تبادرت الحمام له استماعا

مشى لُبنان في عرس القوافي

وأقبل ربوةواختال قاعا

وهز المنكبين لمهرجان

زها كالباقة الحسنى وضاعا

وأقبلت الوفود عليه تترى

كسرب النحل في الثمرات صاعا

غدا يزجى الركاب وراح حتى

أظل دمشق وانتظم البقاعا

ترى ثَم القرائح والروابي

تبارين افتنانا واختراعا

ربيع طبيعة وربيع شعر

تخلل نفح طِيبِهما الرباعا

كأنك بالقبائل في عكاظ

تجاذبت المنابر والتلاعا

بنت ملكا من الفصحى وشادت

بوحدتها الحياة والاجتماعا

فعادت أمة عجبا وكانت

رعاة الشاء والبدو الشعاعا

أمير المهرجان وددت أنى

أَرى في مهرجانك أو أراعى

عدت دون الخفوف له عواد

تحدَّين المشيئة والزَّعاما

وما أنا حين سار الركب إلا

كباغي الحج همَّ فما استطاعا

أقام بغبنه لم يقض حقا

ولا بلّ الصبابة والنزاعا

طرابلس أنثنِى عِطفي أديم

وموجى ساحلا وثبى شراعا

كسا جنباتك الماضي جلالا

وراق عليه مِيسمه وراعا

وما من أمس للاقوام بد

وإن ظنوا عن الماضي انقطاعا

ألم تسقي الجهاد وتطعميه

وتحمى ظهره حقبا تباعا

شراعك في الفِنيقيين جلَّى

وذكرك في الصليبين شاعا

كأنى بالسفين غدت وراحت

حيالك تحمل العلم المطاعا

صلاح الدين يرسلها رياحا

وآونة يصففها قلاعا

أليس البحر كان لنا غديرا

وكانت فلكنا البجع الرتاعا

غمرنا بالحضارة ساحليه

فما عيَّا بحائطها اضطلاعا

توارثناه أبلج عبقريا

ذلول المتن منبسطا وساعا

ترى حافاته انفجرت عيونا

ورفت من جوانبه ضياعا

فما زدنا الكتاب الفخم حرفا

ولا زدنا العصور الزُهر ساعا

قعدنا معقد الآباء منه

فكنا البَهم قد خلف السباعا

كأن الشمس مسلمة اصابت

عفيفا في طيالسه شجاعا

تَحَجَّبُ عن بحار الله حتى

إذا خطرت به نضت القناعا

وما رأت العيون أجل منها

على أجزاء هيكله اطلاعا

فما كشروقها منه نعيما

ولا كغرو بها فيه متاعا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

حبذا الساحة والظل الظليل

المنشور التالي

روحي ولذة عيني

اقرأ أيضاً