أرى كل ما قد قدر الله يكتب

التفعيلة : حديث

أرى كل ما قد قدر الله يكتب

وليس على المولى مفر ومهرب

قضاء من الرحمن جل جلاله

وما قدر الرحنم لا شك أغلب

لعمري لقد أوفى الإمام بكلها

يؤمله مما يريد ويرغب

سعى جهده في برئنا من عمائنا

وسبب أسباباً لذاك تقرب

فجازاه مولاه الرضى وأثابه

بأحسن ما يجزي به المتقرب

فيا من سما مجدا ًوجوداً وسودداً

حنانيك ما سر عليك محجب

سنشرح من أخبارنا بعض ما جرى

سوى ما مضى مما رقمناه يكتب

ولما انقضت تلك اليالي التي لها

يؤمل منه ما أراد ويطلب

ثمان ليال حل منا عصائباً

تشد على العينين منا وتعصب

فلم أر مما كنت أبصرت أولاً

بحركها من كفه ويصوب

وقد صار في عيني غواشٍ وحمرة

وأوساخ ما يطفو عليها ويحجب

من الغم للعينين والعصب والأسى

وإمرار ما قد كان يؤذي ويوصب

وأرجأني خمساً وفي كل ليلة

يحاول أوساخاً تزول وتذهب

فلم يغن شياً ما يحاول كشفه

ولا كل ما يهوي وما يتطلب

فميلها أخرى وكانت مريضة

وقد صابني هم شديد عصبصب

أدار عليها الميل من بعد ضربها

ثلاثاً يزيد الماء عنها وينضب

وهرة منها حمرة العين بالدوى

وكان شديداً حره يتلهب

وقد سفحت بالدم من أجل ضربها

وتهريتها بالميل أيان يضرب

ودامت على عيني الحرارة بالدوى

لعمر إلهي ساعة وهي توصب

وعثمان بعد الحل للعين قد رأى

وأبصر منها ما رأى حين يضرب

سوى أنه قد كان أبصر حمرة

على عينيه تعلو عليها وتحجب

كذلك أوساخ عليها كثيرة

وورم بجفن العين يؤذي وينصب

فهرتها بالميل وهو مشرب

بذاك الدوى الموذي لها حين ينكب

وصرنا على ذا الحال كل عشية

يجيء إلينا بالقطور ويذهب

دواء لذيذ بارد لم يكن به

إذاء سوى غم لها حين يعصب

إلى أن مضت من حين أيام ضربها

ثلاثة أسباع تعد وتحسب

فقال لعثمان ستبصر بعد ذا

بيومين ما قد كان في الصحف يكتب

وأما أنا فالحال إن شكايتي

وما كان من أمري يرجا ويطلب

على حالها ما تم لي ما أريده

إلى أن مضت عشرين والعين تعصب

أنام فلا ثم أحبس برهة

وأعراق رأسي من جوى العين تضرب

وقد كنت فيما قبل أرجو سلامةً

وعافية والله بالخير أقرب

وها أنا في حال الرجا مترقب

من الله ما أرجو وما أتطلب

ولكنه قد زادني ذاك علة

وداء سوى ما كنت أرجوه يذهب

فهذا الذي قد رابني وأمضني

على أني من فضله أترقب

وأطلب منه العفو مما جنيته

وعافية مما يمض وينصب

وقد عيل مني الصبر من أجل أنني

رأيت مقامي أمره متعصب

فلا زاد إلا بلغة يتكلف

ولا نوم إلا ريثما أتقلب


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

إلى الله في كشف المهمات نرغب

المنشور التالي

ألا أيها الغادي مجداً بنجداً

اقرأ أيضاً