مل وقد ملت إلى وداده

التفعيلة : بحر الرجز

مل وقد ملت إلى وداده

وسلط الخلف على ميعاده

أهيف يرتج النقا من تحته

إذا تثنى الغصن في أبراده

مازال حلو الوصل في اقترابه

يعقب مر الهجر في ابتعاده

أقسم بالسحر الذي في طرفه

لا عاد من شيمته وعاده

من لي بأن ينقل ما في وجهه

من رقة الخد إلى فؤاده

مكنه الحب قياد خاطري

ومكن الواشين من قياده

أصبو إلى ريح الصبا إذا جرت

أنفاسها وهناً على بلاده

لا تستقل بعدو واحد

فالألف مبني على آحاده

ولا تثق بكل من صحبته

مالم تحل عقدة اعتقاده

ولا تبت من دون جمات الغنى

ترضى بما تمتص من ثماده

أفلح من هم فنال ما ابتغى

وجاهد الأيام باجتهاده

مقسماً بين الهجير والسرى

تأويبه يعجب من إسآده

يا حادي العيس التي أعجازها

قد أنفضت من مائه وزاده

خل العراق والشآم لامرئ

يحكم الغي على إرشاده

ورد بها مشرعة النيل التي

نيل الغنى وقف على وراده

وأقصد أبا النجم الذي تمنت ال

أنجم لو أصبحن من قصاده

هنالك الجود فلا تعده

وجمرة الناس فلا تعاده

أبلج من غسان أحيا ذكره

ذكر بني جفنة من أجداده

بدر بن رزيك أغر من سعت

عزائم الأقدار في مراده

قد وقف الدهر على إصداره

في كل خطب وعلى إيراده

وعول المجد على تدبيره

واعتمد الملك على سداده

فنافر سكن من نفاره

وفاسد أصلح من فساده

ووجد الإسلام من غنائه

ما لم يكن يطمح في إيجاد

تدارك الأمر وقد تمايلت

قواعد الأركان من عماده

وأمسك الأطناب إذ تقوضت

وانفلتت منه عرى أوتاده

قد كنت للصالح في حياته

عضباً به يسطو على أضداده

وقمت بالدولة بعد موته

حتى استقر الملك في أولاده

مددت يمناك على رواقه

حتى كشفت الناس عن مرصاده

وابتسم الدست لنا عن عادل

يقدح نور العقل من زناده

أبو شجاع ملك العصر الذي

يضيق ذراع الدهر عن عناده

المستبد بالعلى وحبذا

قرة عين لك باستبداده

منفرد كالبدر فوق دسته

والمجد راض عنك بانفراده

لو كان في نقص الحياة رخصة

نقصتها حرصاً على ازدياد

ولو تمكنت إذاً أحله

طرفك في النقطة من سواده

كم فت في أعضاد قوم أضمروا

غدراً به أنك من أعضاده

من كل من قالت له علاكم

هذا زمان لست من جياده

لما غدت صعدته منآدة

ثقفتم المائل من صعاده

لما جذبتم بخزام أنفه

أذعن بالرغم إلى انقياد

وا عجباً من حمله لصارم

عاتقه يقصر عن نجاده

نادى به الحين أتيت منكراً

يا داخل الغيل على آساده

إن بني رزيك حلوا ذروة ال

عز وحل الناس في وهاده

وأسند الدهر إليهم ظهره

فعز ظهر الدهر باستناده

يا فارس الإسلام قول على خادم

على نداك جملة اعتماده

يعتد بالشكر لمولى نعمة

لا يتبع النعمة باعتداده

قد خصه وجهك بابتسامه

وعمه فضلك بافتقاده

ولم يقف جودك عن غاية

حتى شفعت الجود باستشهاده

فصل وانحر ألف عام واستمع

مدحاً يقل الند عن أنداده

يلبس عيد النحر من جواهري

قلائداً تنظم في أجياده

نوهت بالمدح وكان خاملاً

لنائل نفق من كساده

فاسلم لعصر لا يزال مدحنا

تحية القادم من أعياده

قد كثر الشعر وقل ناقد

وأنت أولى الناس بانتقاده

لو لم تبين فضل ما أقوله

مابان فضل الجمر عن رماده


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أمنت من الغرام على فؤادي

المنشور التالي

يا جامع الشمل المبدد

اقرأ أيضاً

متى تغمز ذراع مجاشعي

مَتى تَغمِز ذِراعَ مُجاشِعِيٍّ تَجِد لَحماً وَلَيسَ عَلى عِظامِ فَما صَدَقَ اللِقاءَ مُجاشِعِيٌّ وَما جَمَعَ القَناةَ مَعَ اللِجامِ…