يا محل الروح من جسدي

التفعيلة : البحر الكامل

يا محلَّ الروحِ من جَسَدي

وحُسامي في العِدَا ويَدِي

يا أبا إسحاقَ دعوة من

لم يَرَ الشكوى إلى أحد

خذ حديثي فهْو أطيبُ من

نغمات المُسْمِع الغَرِد

يغتدى في أُذْن سامعِه

كزُلالٍ في لَهاةِ صَد

ليَ مولىً لو طلبتَ له

مُشْبِهاً في الخَلْقِ لم تجد

فهْو فردٌ في الملاحةِ إذ

حاز منها كلَّ منفردِ

قَمرٌ شمسٌ نَقاً غُصُنٌ

شادِنٌ يَفْترُّ عن بَرَدِ

رُمتُ وَصْلا منه يُخمِد ما

أَضْرمتْ عيناهُ في كبدي

فابتدَى بالمطل يُسعِفُني

في غدٍ آتِي وبعدَ غد

ففَنِي صبِري لموعده

وانقضَى في خُلْفِه جَلَدي

وأخٍ لي وهْو أَرأَفُ بي

من أبٍ بَرٍّ على وَلد

قال لما أنْ شكوتُ له

ما أُقاسيه من الكَمَد

ما الذي تختار قلت له

ائِتِه في زيِّ مُفتِقد

وتَحدثْ في سِوَى خَبَري

بالذي يُرْضيه واقتصِد

ثم عَرِّض بي كأنك في

ذكرِ حالي غيرُ مُقْتصِد

فإذا أصغَى إليك فقُل

قد جَرى منكم إلى أمد

ثم أَدَّاه رجاؤكمُ

لقياسٍ غير مُطَّردِ

فغَدا مستبدلا فرأى

ما يؤاتيه فلم يَعُدِ

فمَضَى فيما شَرَعتُ له

مستحِثا غيرَ مُتَّئِدِ

وقضى ما قد حددتُ له

ثم لم ينقص ولم يَزد

فلَها عنه مغالطةً

وحَشاهُ في لَظَى الحَرَد

فأتى في إثْرِ ساعته

قِلقا كالشادِن الشرِد

غَرَضي لو كنتَ حاضرَ ما

مرَّ من لومٍ ومن فَنَد

وعتابٍ كنتُ أحسَبُه

نَفَثاتِ السحرِ في العُقَدِ

ومَقامٍ لو تُشاهده

ظامئاتُ الخْمِس لم تَرِدِ

أسدٌ في راحَتْي رَشَأً

كرَشاً في راحَتْي أسد

لَلَثمتُ الورد ملتزِما

وتَرشَّفتُ الأَقاحَ نَدِ

فرَشادِي في الهوى سَفَهٌ

وسَفاهِي في الهوى رَشدي


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أأحبابنا بالثغر إني وإن نأت

المنشور التالي

أأحبابنا بالثغر ما كان من بعدي

اقرأ أيضاً