تَرى جَسَداً عَيناكَ تَنظُرُ ساكِناً
وَلَستَ وَلَو ناداكَ لُقمانُ تَسمَعُ
فَإِيّاكَ إِنّي قَلَّ ما أَزجُرُ اِمرِئً
سِوى مَرَّةٍ إِنّي بِمَن حانَ مولَعُ
فَذَلِكَ تَقديمي إِلَيكَ فَإِن تَكُن
شَقِيّاً تَرِد حَوضَ الَّذي كُنتَ أَمنَعُ
وَقَد شابَ صُدغاكَ اللَئيمانِ عاتِباً
عَلَينا وَفينا أُمُّكَ الغولُ تَمزَعُ
إِلى حُجُرِ الأَضيافِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
بِذي حَلَقٍ تَمشي بِهِ تَتَدَعدَعُ
فَما زِلتُ عَن سَعدٍ لَدُن أَن هَجَوتُها
أَخُصُّ وَتاراتٍ أَعُمُّ فَأَجمَعُ
جُعِلتُ عَلى سَعدٍ عَذاباً فَأَصبَحَت
تَلاعَنُ سَعدٌ في عَذابي وَتُقمَعُ
تَلاعُنَ أَهلِ النارِ إِذ يَركَبونَها
وَإِذ هِيَ تَغشى المُجرِمينَ وَتَسفَعُ
أَلَم تَرَ سَعداً أَودَحَت إِذ دَكَكتُها
كَما دَكَّ آطامَ اليَمامَةِ تُبَّعُ
كَأَنَّ بَني سَعدٍ ضِباعُ قَصيمَةٍ
تَفَرَّعَها عَبلُ الذِراعَينِ مِصقَعُ
تُنَفِّسُ عَنها بِالجُعورِ وَتَتَّقي
بِأَذنابِها زُبَّ المَناخِرِ طُلَّعِ