أمالي من عذولكم عذير

التفعيلة : البحر الوافر

أمالي من عذولكم عذير

ولا من جور صدكم مجير

علقت بغادر يهتز عطفاً

وردفاً مثلما اهتز الغدير

غرير ساعدتني في هواه

ليال شاقها من غزير

يجدد عهدها زفرات وجد

هي الجمرات قيل لها زفير

إذا صعدت من الأنفاس نار

فحد مطارها حد مطير

وكم حمي النسيم بنار وجدي

وقد بردت حلي بل ثغور

وشقت عن ودائعهن وهناً

خدور أشرقت منها بدور

ومالت فوق أرداف قدود

وجالت فوق أجياد شعور

ولما راقنا حسن أغرنا

عليه وكان ما كره الغيور

مجاج لا يدور به زجاج

ولكن الثغور هي المدير

هفا أرج الجمان على ثغور

إذا فاهت تأرَّجت الخمور

ولما هزنا طرب وأنس

وبان على أسرتنا السرور

نظمنا في ضياء الدين شعراً

على صفحاته للصدق نور

نشرفه بذكر علاك فيه

كما شرفت بقومك شهرزور

ونعلم أن مدحاً لم يقيد

به إحسانكم كذب وزور

وأم المكرمات لمن عداكم

من الأولاد مقلاة نزور

بكل قرارة للدين منكم

وللدنيا عميد أو وزير

تملك قاسم ودي وحمدي

بأخرق هي الروض النضير

فكم غناكم قلم وسيف

فأطربكم صليل أو صرير

وقل الناصرون بأرض مصر

فكان وداده نهم النصير

وتابع بره نحوي ولكن

كما يتتابع النوء المطير

رآني والعيون بها تعام

ومات الأعمى سواء والبصير

فكم كرم وإكرام وبشر

كأن طلوع طلعتها بشير

منايح بل مدائح ليس منا

جميعاً فيهما من يستعير

جميل من ندى وجميل ذكر

قليل أن يرى لهما نظير

فضائل من فضائلك استمدت

كما فاضت على الخلج البحور

من الفقر التي تبني المعالي

ويستغني بها الحسب الفقير

شكرت بها ودادك وهو شكر

يزورك بعد أوله أخير


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

صفا كدر الشريعة واستقرا

المنشور التالي

عطية إن ذقت طعم الحمام

اقرأ أيضاً

السفينة

هذي البلاد سفينةٌ والغربُ ريحٌ والطغاةُ همُ الشراع ! والراكبونَ بكل ناحيةٍ مشاع إن أذعنوا . . عطشوا…