أبو فراس الحمداني
268 منشور
المؤلف من : الحقبة العباسية
تاريخ الولادة: 932 م
تاريخ الوفاة: 968 م
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس. استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله. كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات. أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره. وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.
وكأنما البرك الملاء تحفها
وَكَأَنَّما البِرَكُ المِلاءُ تَحُفُّها أَنواعُ ذاكَ الرَوضِ وَالزَهرِ بُسطٌ مِنَ الديباجِ بيضٌ فُروِزَت أَطرافُها بِفَراوزٍ خُضرِ
أتتني عنك أخبار
أَتَتني عَنكَ أَخبارُ وَبانَت مِنكَ أَسرارُ وَلاحَت لي مِنَ السَلوَ ةِ آياتٌ وَآثارُ أَراها مِنكَ بِالقَلبِ وَلِلأَحشاءِ أَبصارُ…
وظبي غرير في فؤادي كناسه
وَظَبيٍ غَريرٍ في فُؤادي كِناسُهُ إِذا اِكتَنَسَ العَينُ الفَلاةَ وَحَورُها تُقِرُّ لَهُ بيضُ الظِباءِ وَأُدمُها وَيَحكيهِ في بَعضِ…
من أين للرشا الغرير الأحور
مِن أَينَ لِلرَشا الغَريرِ الأَحوَرِ في الخَدِّ مِثلُ عِذارِهِ المُتَحَدِّرِ قَمَرٌ كَأَنَّ بِعارِضَيهِ كِلَيهِما مِسكاً تَساقَطَ فَوقَ وَردٍ…
لقد نافسني الدهر
لَقَد نافَسَني الدَهرُ بِتَأخيري عَنِ الحَضَرَه فَما أَلقى مِنَ العِلَّ ةِ ما أَلقى مِنَ الحَسرَه
ووارد مورد أنسا يؤكده
وَوارِدٍ مورِدٍ أُنساً يُؤَكِّدُهُ صُدورُهُ عَن سَليمِ الوِردِ وَالصَدرِ شُدَّت سَحائِبُهُ مِنهُ عَلى نُزَهٍ تَقَسَّمَ الحُسنُ بَينَ السَمعِ…
ولي منة في رقاب الضباب
وَلي مِنَّةٌ في رِقابِ الضَبابِ وَأُخرى تَخُصُّ بَني جَعفَرِ عَشِيَّةَ رَوَّحنَ مِن عَرقَةٍ وَأَصبَحنَ فَوضى عَلى شَيزَرِ وَقَد…
إن لم تجاف عن الذنوب
إِن لَم تُجافِ عَنِ الذُنو بِ وَجَدتَها فينا كَثيرَه لَكِنَّ عادَتَكَ الجَمي لَةَ أَن تَغُضَّ عَلى بَصيرَه
إذا شئت أن تلقى أسودا قساورا
إِذا شِئتَ أَن تَلقى أُسوداً قَساوِرا لِنُعماهُمُ الصَفوُ الَّذي لَن يُكَدَّرا يُلاقيكَ مِنّا كُلُّ قَرمٍ سَمَيذَعٍ يُطاعِنُ حَتّى…
ما زال معتلج الهموم
ما زالَ مُعتَلِجُ الهُمومِ بِصَدرِهِ حَتّى أَباحَكَ ماطَوى مِن سِرِّهِ أَضمَرتُ حُبَّكَ وَالدُموعُ تُذيعُهُ وَطَوَيتُ وَجدَكَ وَالهَوى في…
وجلنار مشرق
وَجُلَّنارٍ مُشرِقٍ عَلى أَعالي شَجَرَه كَأَنَّ في رُؤوسِهِ أَصفَرَهُ وَأَحمَرَه فُراضَةً مِن ذَهَبٍ في خِرَقٍ مُعَصفَرَه
قمر دون حسنه الأقمار
قَمَرٌ دونَ حُسنِهِ الأَقمارُ وَكَثيبٌ مِنَ النَقا مُستَعارُ وَغَزالٌ فيهِ نِفارٌ وَلا بِد عَ فَمِن شيمَةِ الظِباءِ النَفارُ…
يامعشر الناس هل لي
يامَعشَرَ الناسِ هَل لي مِمّا لَقيتُ مُجيرُ أَصابَ غِرَّةَ قَلبي هَذا الغَزالُ الغَريرُ فَعُمرُ لَيلي طَويلٌ وَعُمرُ نَومي…
وكنت إذا مانابني منه نائب
وَكُنتُ إِذا مانابَني مِنهُ نائِبٌ لَطَفتُ لِقَلبي أَو يُقيمَ لَهُ عُذرا وَأَكرَهُ إِعلامَ الوُشاةِ بِهَجرِهِ فَأَعتِبُهُ سِرّاً وَأَشكُرُهُ…
ويوم جلا فيه الربيع رياضه
وَيَومٍ جَلا فيهِ الرَبيعُ رِياضَهُ بِأَنواعِ حَليٍ فَوقَ أَثوابِهِ الخُضرِ كَأَنَّ ذُيولَ الجُلَّنارِ مُطِلَّةً فُضولُ ذُيولِ الغانِياتِ مِنَ…
ووالله ما أضمرت في الحب سلوة
وَوَاللَهِ ما أَضمَرتُ في الحُبِّ سَلوَةً وَوَاللَهِ ما حَدَّثتِ نَفسِيَ بِالصَبرِ فَإِنَّكَ في عَيني لَأَبهى مِنَ الغِنى وَإِنَّكَ…
سأثني على تلك الثنايا لأنني
سَأَثني عَلى تِلكَ الثَنايا لِأَنَّني أَقولُ عَلى عِلمٍ وَأَنطِقُ عَن خُبرِ وَأُنصِفُها لا أَكذِبُ اللَهَ أَنَّني رَشَفتُ بِها…
ياطيب ليلة ميلاد لهوت بها
ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها بِأَحوَرٍ ساحِرِ العَينَينِ مَكمورِ وَالجَوُّ يَنثُرُ دُرّاً غَيرِ مُنتَظِمٍ وَالأَرضُ بارِزَةٌ في ثَوبِ…
ولي في كل يوم منك عتب
وَلي في كُلِّ يَومٍ مِنكَ عَتبٌ أَقومُ بِهِ مَقامَ الإِعتِذارِ حَمَلتُ جَفاكَ لاجَلَداً وَلَكِن صَبَرتُ عَلى اِختِيارِكَ وَاِضطِراري
سبق الناس في الهوى منصور
سَبَقَ الناسَ في الهَوى مَنصورُ فَسِواهُ المُكَلَّفُ المَغرورُ لَحِقَ العودَ ناعِماً فَثَناهُ وَهوَ صَعبٌ عَلى سِواهُ عَسيرُ إِنَّ…