يا رعى الله للأحبة في الجزع

التفعيلة : البحر الخفيف

يا رعى الله للأحبَّة في الجَزْع

زماناً مضى وعَهداً تقضّى

وبناءً من الشباب قويًّا

هَدَمَ الشيبُ ركنَه فانقضّا

يا زماناً مضى ولم يُبْقِ إلاَّ

لوعةً في الحشا وجرحاً ممضّا

قد مضى مثل وامض البرق عيشٌ

كانَ لي في الغميم بل هو أمضى

كم وَرَدنا فيه من الريق عَذْباً

ورَعَينا فيه من العيش روضا

واقتطفنا من الخُدود وُروداً

وهَصَرنا قدًّا من الغيد غضّا

وجَرَيْنا في كلِّ مضمار لهوٍ

وسَعَيْنا إلى الصبابة ركضا

سنّة للهوى وعهد التصابي

رفَضَتْها نفسي الأبيَّةُ رفضا

من مُعيري من الشبيبة حِلْياً

أتحلّى به وإنْ كانَ قرضا

لاح في عارضيَّ وَخْطُ مشيبٍ

عاد مُسْودُّه به مُبيضّا

غضَّ منه طرف الغواني ولولا

وَخَطَ الشيب طرفها ما غضّا

وأراني والعمر بسطٌ وقبضٌ

بعد بسطٍ من الصبابة قبضا

رَوِّح النَّفس ما استطعت فهَيْهاتَ

تُلاقي يوماً من العيش خفضا

أفيُعطيك في مشيبك يومٌ

ما تمنّى من الشباب فترضى

والليالي تُرضي على الشبيبة نفلاً

فابك مما ترى من الشيب فرضا


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

برح الشوق أصيحابي بي

المنشور التالي

شفها السير والأسى والغرام

اقرأ أيضاً

أهلا بنرجس روض

أهلا بنرجس روض يُزهى بِحُسنٍ وَطيبِ يَرنو بِعَينٍ غَزالٍ عَلى قَضيبٍ رَطيبِ وَفيهِ مَعنىً خَفيٌّ يَزينُهُ في القُلوبِ…

أحادرة دموعك دار مي

أَحادِرَةٌ دُموعَكِ دارُ مَيٍّ وَهائِجَةٌ صَبابَتَكَ الرُسومُ نَعَم سَرِباً كَما نَضَحَت فَرِيٌّ أَو الخَلقُ المُبينُ بِها الهُزومُ بِها…