هي الجرعاء صادية رباها

التفعيلة : البحر الوافر

هيَ الجَرعاءُ صاديَةٌ رُباها

فَزُرها يا هُذَيمُ أَما تَراها

وَخَلِّ بِها دموعَكَ واكِفاتٍ

وَكِيفَ السُّحْبِ واهيَةً كُلاها

وَلا تَذعَر بِها أَدماءَ تُزجِي

بِرَوْقَيها عَلى لَغَبٍ طَلاها

أَتَنسى قَولَ صَحبِكَ إِذ تَراءَتْ

هيَ ابنَةُ وائِلٍ لَولا شَواها

فَأَنتَ تَخالُها ظَمياءَ تَمشي

عَلى خَفَرٍ وَقَد فَقَدَت حُلاها

وَما فَتخاءُ تَنفُضُ كُلَّ أَرضٍ

بِعَينٍ إِن رَنَتْ بَلَغَتْ مَداها

جَريمَةُ ناهِضٍ يَشكو طَواهُ

إِلَيها وَهْيَ شاكيَةٌ طَواها

فَطارَت وَالفؤادُ لَهُ التِفاتٌ

إِلَيهِ وَقَد عَناهُ ما عَناها

تَصيدُ وَلا تَحيدُ وَلَو تَمَطَّى

بِها ما حاوَلَتهُ إِلى رَداها

فَيُسِّرَ نُجحُها وَلِكُلِّ نَفسٍ

مِنَ الطَلَبِ المَنيَّةُ أَو مُناها

وَعادَتْ تَبتَغيهِ وَلَم تَجِدهُ

وَكادَ يُذيبُ مُهجَتَها جَواها

وَباتَت وَهي تَنشُدُهُ بِعَينٍ

مُؤرَّقَةٍ يُصارِمُها كَراها

بِأَبرَحِ مِن أَخيكَ أَسىً وَوَجداً

إِذا الحَسناء شَطَّ بِها نَواها

نَبيلَةُ ما تواري الأُزرُ مِنها

صَموتٌ حَجلُها خَفِقٌ حَشاها

لَها بَيتٌ رَفيعُ السَّمكِ ضَخمٌ

بِهِ تُزهى إِذا اِنتَسَبَتْ أَباها

أَظُنُّ الخَمرَ ريقَتَها وَظَنِّي

تُحَقِّقُهُ إِذا قَبَّلتُ فاها

مَتى اِبتَسَمَت تَكَشَّفَ عَن أَقاحٍ

تُقَرِّطُهُنَّ ساريَةٌ نَداها

أُحِبُّ لِحُبِّها تَلَعاتِ نَجدٍ

وَما شَغَفي بِها لَولا هَواها

أَما وَالرَّاقِصاتِ تُقِلُّ رَكْباً

كَأَنَّهُمُ الصُّقورُ عَلى مَطاها

لَتَرتَميَنَّ بي وَاللَّيلُ داجٍ

إِليها العيسُ مائِلَةً طُلاها

فَإِنَّ بِها أَوانِسَ ناضَلَتْنِي

بِأَلحاظٍ تَغيظُ بِها مَهاها

وَمُرتَبَعاً بِهِ الغُدرانُ تَخدي

إِلَيها الناجياتُ عَلى وَجاها

وَتَلصِقُ صِحَّةً بِالدَّاءِ مِنها

إِذا اِعتَنَقَتْ كَلاكِلُها ثَراها


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ذر اللوم يا بن الهاشمية إنني

المنشور التالي

نزلنا بنعمان الأراك وللندى

اقرأ أيضاً