مَرَرتُ عَلى ذاتِ الأَبارِقِ مَوهِناً
فَعارَضَني بيضُ التَّرائِبِ غيدُ
وَقَد أَشرَقَتْ مَصقولَةً بيَدِ الصِّبا
وُجوهٌ عَلَيها نَضرَةٌ وَخُدودُ
وَأَلقَتْ قِناعَ الفَجرِ قَبلَ أَوانِهِ
فَهبَّ حَمامُ الأَيكِ وَهيَ هُجودُ
وَأَبصَرتُ أَدنى صاحِبيَّ يَهُزُّهُ
عَلى طَرَبٍ مِيلُ السَّوالِفِ قُودُ
فَمالَ وَأَبكاهُ الغَرامُ كَأَنَّهُ
عَلى الكورِ غُصنٌ ريحَ وَهوَ مَجودُ
فَقالَ تَرى يا بْنَ الأَكارِمِ ما أَرى
أَلاحَ ثُغورٌ أَم أَضاءَ عُقودُ
فَقُلتُ لَهُ نَهنِهْ دُموعَكَ إِنَّها
ظِباءٌ حَمى أَسْرابَهُنَّ أُسودُ
هَبِ القُرَشِيَّ اِعتادَهُ لاعِجُ الهَوى
وَمادَ فَما لِلعامِريِّ يَمييدُ
رَنا نَحوَها طَرْفي وَقَلبي كِلاهُما
فَلَم أَدرِ أَيَّ النَّاظِرَينِ أَذودُ
لَئِن نَشَبَت مِن سِربِها في حِبالَتي
مَليحَةُ ما وارى البَراقَعُ رودُ
فَإِنّي وَحُبِّيها أَليَّةَ عاشِقٍ
يَبَرُّ التُّقى أَيمانَهُ لَصَيودُ