نهنه دموعك أيها الباكي فما

التفعيلة : البحر الكامل

نَهنِهْ دموعَكَ أيُّها الباكِي فما

تُطفي الدُّموعُ لَظىً ولا تُروي ظَما

واعلمْ بأنَّ الدَّمعَ يُصبحُ جَمرةً

إنْ مَسَّ جمراً في فؤادِكَ مُضرَما

كم ضاعَ دمعٌ في الزَّمانِ وقد جَرَى

عَبَثاً ولا عجبٌ فكم ضاعتْ دِما

إن كان قد ضاعَ البكاءُ فلا تُضِعْ

زَمَنَ البكاءِ فذاكَ أفضلُ مَغنما

تبكي لبدر الأرضُ حينَ أصابهُ ال

خَسْفُ الذي يجري على بدرِ السَّما

كلٌّ يصيرُ إلى الفناءِ كما نَرى

حتى يكادَ الدَّهرُ يُفنِي الأنجُما

لا يعدَمُ الأحزانَ في الدُّنيا سِوَى

قلبٍ يكونُ من الأحبَّةِ مُعدَما

إن كنتَ لا ترضى بفُرقةِ صاحبٍ

فاخرُجْ به منها وكن حامي الحِمَى

سَقَمٌ قديمُ العهدِ في الدُّنيا ولا

يُرجى شفاءُ الدَّاءِ حينَ استحكَما

وإذا اعتَرَى الظَّرفَ الفَسادُ لذاتهِ

كيفَ الرَّجاءُ لما بهِ أن يسلَما

فاجعلْ من السَّلوَى لنفسكَ مطعماً

واعقِدْ من الصَّبر المُصَفَّى مَرهمَا

والصَّبرُ لو ادركتَ قيمةَ نفعِهِ

أعطيتَ ديناراً لتأخُذَ دِرهما


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

أهدى من الثمر الجني قطوفا

المنشور التالي

لا الدر در ولا المرجان مرجان

اقرأ أيضاً