أَتَبكي لِهَذا المَوتِ أَم أَنتَ عارِفُ
بِمَنزِلَةٍ تَبقى وَفيها المَتالِفُ
كَأَنَّكَ قَد غُيِّبتَ في اللَحدِ وَالثَرى
فَتَلقى كَما لاقى وَفيها السَوالِفُ
أَرى المَوتَ قَد أَفنى القُرونَ الَّتي مَضَت
فَلَم يَبقَ ذو إِلفٍ وَلَم يَبقَ آلِفُ
كَأَنَّ الفَتى لَم يَغنَ في الناصِ ساعَةً
إِذا عُصِبَت يَوماً عَلَيهِ اللَفائِفُ
وَقامَت عَلَيهِ عُضبَةٌ يَندُبونَهُ
فَمُستَعبِرٌ يَبكي وَآخَرُ هاتِفُ
وَغودِرَ في لَحدٍ كَريهٍ حُلولُهُ
وَتُعقَدُ مِن لِبنٍ عَلَيهِ السَقائِفُ
لَقَلَّ الغِنى عَن صاحِبِ اللَحدِ وَالثَرى
بِما ذَرَفَت فيهِ العُيونُ الذَوارِفُ
وَما مَن يَخافُ البَعثَ وَالنارَ آمِنٌ
وَلَكِن حَزينٌ موجَعُ القَلبِ خائِفُ
إِذا عَنَّ ذِكرُ المَوتِ أَوجَعَ قَلبَهُ
وَهَيَّجَ أَحزاناً ذَنوبٌ سَوالِفُ
وَأَعلَمُ غَيرَ الظَنِّ أَن لَيسَ بالِغاً
أَعاجيبَ ما يَلقى مِنَ الناسِ واصِفُ