المرء يطلب والمنية تطلبه

التفعيلة : البحر الكامل

المَرءُ يَطلُبُ وَالمَنِيَّةُ تَطلُبُه

وَيَدُ الزَمانِ تُديرُهُ وَتُقَلِّبُه

لَيسَ الحَريصُ بِزائِدٍ في رِزقِهِ

اللَهُ يَقسِمُهُ لَهُ وَيُسَبِّبُه

لا تَغضَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَإِنَّ مَن

يُرضي الزَمانُ أَقَلُّ مِمَّن يُغضِبُه

أَيُّ اِمرِئٍ إِلّا عَلَيهِ مِنَ البِلى

في كُلِّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرقَبُه

المَوتُ حَوضٌ لا مَحالَةَ دونَهُ

مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَريهٌ مَشرَبُه

وَتَرى الفَتى سَلِسَ الحَديثِ بِذِكرِهِ

وَسطَ النَدِيِّ كَأَنَّهُ لا يَرهَبُه

وَأَسَرُّ ما يُلقى الفَتى في نَفسِهِ

يَبتَزُّهُ نابُ الزَمانِ وَمَخلَبُه

وَلَرُبُّ مُلهِيَةٍ لِصاحِبِ لَذَّةٍ

أَلفَيتُها تَبكي عَلَيهِ وَتَندُبُه

مَن كانَتِ الدُنيا مِنَ كبَرِ هَمِّهِ

نَصَبَت لَهُ مِن حُبِّها ما يُتعِبُه

فَاِصبِر عَلى الدُنيا وَطولِ غُمومِها

ما كُلُّ مَن فيها يَرى ما يُعجِبُه

ما زالَتِ الأَيّامُ تَلعَبُ بِالفَتى

طَوراً تُخَوِّلُهُ وَطَوراً تَسلُبُه

مَن لَم يَزَل مُتَعَجِّباً مِن كُلِّ ما

تَأتي بِهِ الأَيّامُ طالَ تَعَجُّبُه


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

ننافس في الدنيا ونحن نعيبها

المنشور التالي

أين المفر من القضاء

اقرأ أيضاً