وخيمة ناطور برأس منيفة

التفعيلة : البحر الوافر

وَخَيمَةِ ناطورٍ بِرَأسِ مُنيفَةٍ

تَهُمُّ يَدا مَن رامَها بِزَليلِ

إِذا عَرَضَتها الشَمسُ فاءَت ظِلالُها

وَإِن وَجَهَتها آذَنَت بِدُخولِ

حَطَطنا بِها الأَثقالَ فَلَّ هَجيرَةٍ

عَبورِيَّةٍ تُذكى بِغَيرِ فَتيلِ

تَأَيَّت قَليلاً ثُمَّ جاءَت بِمَذقَةٍ

مِنَ الظِلِّ في رَثِّ الأَباءِ ضَئيلِ

كَأَنّا لَدَيها بَينَ عِطفَي نَعامَةٍ

جَفا زَورُها عَن مَبرَكٍ وَمَقيلِ

حَلَبتُ لِأَصحابي بِها دِرَّةَ الصِبا

بِصَفراءَ مِن ماءِ الكُرومِ شَمولِ

إِذا ما أَتَت دونَ اللَهاةِ مِنَ الفَتى

دَعا هَمُّهُ مِن صَدرِهِ بِرَحيلِ

فَلَمّا تَوَفّى اللَيلُ جُنحاً مِنَ الدُجى

تَصابَيتُ وَاستَجمَلتُ غَيرَ جَميلِ

وَعاطَيتُ مَن أَهوى الحَديثَ كَما بَدا

وَذَلَّلتُ صَعباً كانَ غَيرَ ذَليلِ

فَغَنّى وَقَد وَسَّدتُ يُسرايَ خَدَّهُ

أَلا رُبَّما طالَبتُ غَيرَ مُنيلِ

فَأَنزَلتُ حاجاتي بِحَقوَي مُساعِدٍ

وَإِن كانَ أَدنى صاحِبٍ وَدَخيلِ

وَأَصبَحتُ أَلحى السُكرَ وَالسُكرُ مُحسِنٌ

أَلا رُبَّ إِحسانٍ عَلَيكَ شَقيلِ

سَأَبغي الغِنى إِمّا نَديمَ خَليفَةٍ

يُقيمُ سَواءً أَو مُخيفَ سَبيلِ

بِكُلِّ فَتىً لا يُستَطارُ جَنانُهُ

إِذا نَوَّهَ الزَحفانِ بِاسمِ قَتيلِ

لِنَخمُسَ مالَ اللَهِ مِن كُلِّ فاجِرٍ

وَذي بِطنَةٍ لِلطَيِّباتِ أَكولِ

أَلَم تَرَ أَنَّ المالَ عَونٌ عَلى التُقى

وَلَيسَ جَوادٌ مُعدَمٌ كَبَخيلِ


نوع المنشور:

شارك على :

المنشور السابق

خليلي بالله لا تحفرا

المنشور التالي

إلهنا ما أعدلك

اقرأ أيضاً

يا بانة تهتز فينانة

يا بانَةً تَهتَزُّ فَينانَةً وَرَوضَةً تَنفَحُ مِعطارا لِلَّهِ أَعطافُكِ مِن خَوطَةٍ وَحَبَّذا نَورُكِ نُوّارا عَلِقتُ طَرفاً فاتِناً فاتِراً…